ظهور نادر.. كيف تجمع إبداعات خالد البنا بين المعمار والفن بحثًا عن المعنى

يجمع الفنان والمهندس المعماري خالد البنا بين الحس البنائي والخيال التعبيري في تجربة فنية فريدة تتقاطع فيها العمارة مع الفن التشكيلي، مجسداً بذلك رؤيته المبتكرة لإعادة تشكيل العلاقة بين الشكل والمعنى ضمن مشروعه الفني الشامل. تمتد هذه الرؤية من معرضه الأخير في «مرايا» إلى تصميم الأثاث والمجسمات العامة، حيث يدمج خالد البنا العمارة والفن وفق منظور يثري الحواس ويحفز التفكير.

تجربة فنية مميزة تجمع بين العمارة والفن التشكيلي في أعمال خالد البنا

كوني مهندساً معمارياً وفناناً تشكيلياً، أشعر بوجود رابط غير مرئي يعزز تلاقي العمارة والفن التشكيلي، فالأولى تقدم قواعد علمية وبنيوية، بينما الثانية تمنح مساحة رحبة للتأمل والتعبير، لكنهما في جوهرهما يشتركان في التصميم وفهم الفضاء والبحث عن الجمال والمعنى، هكذا يوضح خالد البنا تجربته. الخلفية المعمارية أتاحت له حساً دقيقاً بالتوازن والفراغ لا كمجرد مساحة بل كعنصر يعبر عن معنى العمل الفني، إذ يعامل الكتلة والخط والظل في لوحاته ومنحوتاته كما لو كانت مشروعات معمارية، لكنه يتحرر من القيود التقنية لتسمح له الحرية التعبيرية. في نحت الأعمال، يستلهم من الأشكال الهندسية وعناصر البناء وتكرار الوحدات والمواد الخام، ليجمع بين الرؤية التركيبية التي توفرها المعمارية والحرية التأملية التي يمنحها الفن التشكيلي. يؤمن بأن العمارة والفن يتقاطعان في الرؤية والشكل والغاية، فهما يهدفان إلى صنع أثر وبناء حوار مع المكان والناس، وذلك يتم عبر الإدراك الحسي لا البصري فقط.

معرض «مرايا» أحدث محطات خالد البنا في التعبير عن الهوية والتشكيل البنائي

عبر معرضه في «مركز مرايا للفنون»، جسد خالد البنا فكرة «الهوية في تحولاتها البصرية» باستخدام أعمال نحتية تبرز الصراع بين الثبات والتحول، وبينه البنية والانسياب، حيث شملت الأعمال تكوينات حرة تنفلت من قيود الخطوط والزوايا لتعبير حر عن الذات. تجاوز المعرض كونه عرضاً فنياً عادياً، فكان دمجاً واعياً بين المنطق البنائي للعمارة والخيال التعبيري، وتحول الشكل إلى أداة تأمل في مفاهيم الهوية والتكوين والزمن. المشروعات في مرايا كانت انعكاساً لرؤيته كمهندس معمارى يعيد استخدام مبادئ التصميم المعماري ضمن الفن التشكيلي بخطى جريئة وكسر القواعد الصارمة.

اندماج الفن في الحياة اليومية عبر مجال تصميم الأثاث والمنتجات: مشروع خالد البنا الفني المتجدد

يرى خالد البنا أن الفن لا يقتصر على المعارض فقط، بل يجب أن يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية، لذلك شارك في مشاريع تعاون متعددة تشمل تصميم الساعات والأثاث والملابس والمنتجات، بهدف دمج الفن في ذاك السياق واكساب المنتجات طابعاً بصرياً وفكرياً يعكس رؤيته الفنية. هذه التجارب ليست مسارات موازية بل تمثل امتداداً طبيعياً لمشروعه الفني؛ إذ يفتح له ذلك أفقاً لاستكشاف الخامة والوظيفة والهوية من زوايا مختلفة، ويزوده بأدوات جديدة للتعبير مع الحفاظ على جوهر الفن. ويضيف أن الفكرة الجمالية تتحول في هذه المشروعات إلى عناصر ملموسة يتفاعل معها الناس باستمرار.

رؤية خالد البنا للعمل الفني وتفاصيل لحظة اكتماله في مسيرته التصميمية

ينظر خالد البنا إلى العمل الفني كمنظومة متكاملة من العلاقات بين الشكل والمحتوى والكتلة والفراغ، فالمشروع الفني لديه حسٌ فكري متداخل مع الانفعال الحسي، يتعامل مع كل جزء على حدة، ويبحث عن التوازن بين الأجزاء بحيث لا يطغى عنصر على آخر. تبدأ الرؤية بفكرة لكنها تطورت وتتغير أثناء التنفيذ، فغالباً ما يكتشف الفنان تحولات غير متوقعة تفرض شروطها على العمل. أما لحظة اكتمال العمل، فهي لحظة إحساس بالسكينة الداخلية حيث يتوقف البحث عن إضافة المزيد، ويبدأ الصمت الداخلي الذي يدل على اكتمال توافق كل العناصر بشكل متناغم.

أبرز مشاريع خالد البنا الفنية المستقبلية في ساحة الفن المعاصر

حالياً، يعمل خالد البنا على مجموعة من المشاريع الفنية المهمة التي تعزز مكانته في الساحة الفنية المعاصرة، أبرزها:

  • مشاركته في معرض سوثبي بالتعاون مع جاليري عائشة العبار
  • مشاركته في معرض «آرت أبوظبي»
  • تنفيذه مشروع نحت مجسم ضخم بارتفاع 4 أمتار في أبوظبي، كجزء من مبادرة الفن العام، يعكس تفاعله مع الفضاء الحضري والجمهور
  • إنجاز ثلاثة مجسمات فنية لمشروع «المقر 39» في الشارقة
  • التحضير لمعرض شخصي هام في «إكسبو دبي» لعرض أحدث أعماله وتوجهاته الفنية
المشروع الموقع الوصف
معرض سوثبي أبوظبي التعاون مع جاليري عائشة العبار لعرض أعمال معاصرة
مشروع النحت العام أبوظبي مجسم نحت بارتفاع 4 أمتار ضمن مبادرة الفن العام
مقر 39 الشارقة تصميم وتنفيذ ثلاث مجسمات فنية
المعرض الشخصي إكسبو دبي عرض أعمال وتوجهات فنية جديدة