نتائج مفاجئة.. 53% من سكان العالم يفضلون الهاتف على الصديق ويولّدون 62 مليار كيلو نفايات إلكترونية

الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية أصبحت محور اهتمام عالمي يستدعي دراسة متعمقة، خاصة في ظل الأرقام التي كشف عنها تقرير الاستدامة 2025 الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST)؛ حيث أظهر التقرير أن أكثر من 53% من سكان العالم يفضلون الاحتفاظ بهواتفهم المحمولة حتى على حساب علاقات صداقة مقربة، بينما يستحوذ الشباب بين 15 و24 عاماً على أعلى معدلات الاستخدام الرقمي بنسبة تصل إلى 70% عالمياً، ما يطرح تحديات عديدة على المستوى الفردي والجماعي.

تحليل مخاطر الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية

يركز تقرير الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية على تبعات انتشار الأجهزة الرقمية والاستخدام المكثف لها، حيث بلغ إنتاج النفايات الإلكترونية مستوى مهولاً وصل إلى 62 مليار كيلوغرام خلال سنة واحدة، وسط معدل إعادة تدوير لا يتجاوز 22.3%، ما يشكل تهديداً بيئياً متفاقماً. بالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على أن 20% من الأخطار العالمية القائمة ترتبط بفقدان الثقة والاتزان الرقمي، نتيجة المعلومات المضللة التي تنتج عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تزايد الجرائم الإلكترونية وتعقيد قضايا الأمن السيبراني، مما يجعل هذه المسائل تحدياً دولياً يعادل في خطورته الأزمات الاقتصادية والسياسية.

مبادرة مؤشر الاتزان الرقمي ودورها في تعزيز الاستدامة الرقمية

استجابة لهذا الواقع، أطلق مؤتمر حوكمة الإنترنت بالتعاون مع برنامج سينك (Sync) مبادرة مؤشر الاتزان الرقمي، والتي تمثل نداءً عالمياً لوضع مقارنات معيارية وتبادل أفضل الممارسات التنظيمية عبر الدول؛ بهدف بناء عصر رقمي أكثر أماناً ومسؤولية. وتدور المبادرة حول ثلاثة محاور أساسية مهمة للتحسين الرقمي:

  • سد الفجوة الرقمية عبر ضمان الحصول المتكافئ على الإنترنت والخدمات التقنية
  • رفع الوعي للحد من مخاطر الإدمان الرقمي وسوء الاستخدام
  • موازنة الآثار الرقمية لحماية الأفراد والمجتمعات من الأضرار النفسية والاجتماعية والبيئية

تؤكد هذه المبادرة على أن الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية لا تقتصر فقط على تطوير البنى التحتية، بل تشمل بناء شخصية رقمية متزنة قادرة على الاستفادة من الإمكانات التكنولوجية وتقليل موجهات الضرر.

التحديات البيئية ودور التشريعات في تعزيز الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية

يشير التقرير إلى أن قضية النفايات الإلكترونية تمثل اختباراً حقيقياً لحكومات العالم في قدرتها على الابتكار في حلول مستدامة، من خلال دعم الإطارات التشريعية وتفعيل الاقتصاد الدائري. ويتضح من ذلك أهمية تطوير استراتيجيات وطنية وعالمية تضمن تقليل حجم المخلفات ورفع معدلات إعادة التدوير، إلى جانب حماية البيئة والحد من التأثيرات السلبية للاستخدام المكثف للأجهزة الرقمية.

إجمالي النفايات الإلكترونية (كمية) معدل إعادة التدوير الرسمي (%)
62 مليار كيلوغرام 22.3%

في ظل هذه الأرقام، يتطلب تعزيز الاستدامة الرقمية في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية مشاركة فعالة من مختلف الجهات، مع التركيز على تبني ممارسات مسؤولة توازن بين الاستخدام التقني المتقدم وحماية المجتمع والبيئة من مضاره، بما يضمن تنمية رقمية مستدامة تراعي الحقوق والاحتياجات النفسية والاجتماعية لكل فرد.