فيضانات باكستان تحصد أرواح مئات الضحايا وسط تحذيرات من موجات جديدة

شهدت باكستان خلال الـ48 ساعة الماضية كارثة طبيعية مدمرة، بعدما ضربت فيضانات باكستان مناطق واسعة من الشمال وكشمير الخاضعة لسيطرة الهند، لتترك وراءها حصيلة مأساوية من الضحايا والدمار. ووفقاً للسلطات المحلية، فقد لقي أكثر من 344 شخصاً مصرعهم خلال 48 ساعة فقط نتيجة السيول المفاجئة التي اجتاحت القرى والبلدات، في مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد أمام التغيرات المناخية القاسية.

فيضانات باكستان

تظهر الأرقام حجم الخسائر البشرية والمادية في فيضانات باكستان، حيث جاءت التقارير موضحة أن إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان كان الأكثر تضرراً، حيث سجل وحده 328 وفاة، بينهم عشرات النساء والأطفال، في حين لقي 11 شخصاً حتفهم في كشمير و5 آخرون في غلغت-بلتستان. كما تحطمت مروحية إغاثة حكومية بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى وفاة طياريها وثلاثة من أفراد الطاقم.

وفي منطقة بونير التي تم وصفها بأنها الأكثر تضرراً، تجاوز عدد الضحايا 184 قتيلاً، فيما أقيمت جنازات جماعية وسط أجواء حزينة تعكس هول الكارثة. شهود العيان أكدوا أن السيول جرفت المنازل والصخور الضخمة في لحظات، بينما أشار رجال الإنقاذ إلى أن قرى بأكملها اختفت من الوجود.

جهود فرق الإغاثة والإنقاذ

تواجه فرق الإغاثة والإنقاذ تحديات هائلة في مواجهة الأضرار التي خلفتها فيضانات باكستان، وذلك في ظل استمرار الأمطار وصعوبة الوصول إلى القرى المعزولة، حيث يتم إجلاء الآلاف من السكان وتقديم المساعدات العاجلة للمشردين. وفي الوقت نفسه، أصدرت السلطات الباكستانية تحذيرات بشأن موجة أمطار جديدة قد تزيد من حجم المعاناة خلال الأيام المقبلة.

أما في الجانب الهندي من كشمير، فقد أسفرت الفيضانات عن مقتل 60 شخصاً وإصابة نحو 150 آخرين في منطقة كشتوار، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن عشرات المفقودين. وقد اضطرّت السلطات هناك إلى إجلاء ما يقرب من 4,000 حاج كانوا يشاركون في احتفالات دينية قبل أن يداهمهم السيل المفاجئ.

ويرى خبراء الأرصاد أن التغير المناخي هو السبب الرئيسي وراء تزايد وتيرة هذه الكوارث، حيث باتت مناطق الهيمالايا والشمال الباكستاني عرضة لفيضانات أعنف وأسرع مما شهدته في العقود الماضية، ما يستدعي استراتيجيات عاجلة لمواجهة التداعيات البيئية والإنسانية لـ فيضانات باكستان.