ظهور نادر.. القمر الدموي في 7 سبتمبر: تعرف على أماكن رؤية الخسوف في العالم العربي

خسوف قمري يُشاهد في الوطن العربي يوم 7 سبتمبر/أيلول المقبل، حيث يبدأ الخسوف في تمام الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش، ويُظهر القمر في أثناء الظاهرة وهو يتآكل تدريجيًا حتى يتحول للون الأحمر الدموي، ثم تعود الأمور إلى سابق عهدها. رغم تركيز الظاهرة على الهند، فإن دول العالم العربي ستكون قادرة على رصدها بدرجات متفاوتة، مما يجعل خسوف القمر حدثًا فلكيًا هامًا يتمتع بمشاهدة خاصة لمن ينتظره.

كيف يحدث الخسوف القمري في الوطن العربي؟

ظاهرة الخسوف القمري تنتج عن مرور القمر في ظل الأرض، حيث تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر بشكل جزئي أو كامل. لفهم هذه الظاهرة ببساطة، يمكن تصور مصباح قوي في منتصف الغرفة، ووقوفك على بعد مترين مع كرة تنس في يدك تدور حول جسمك بحيث يعلن جسمك عن ظل يمتد إلى الأمام، وعندما تمر الكرة في هذا الظل، فإن هذا يشبه مرور القمر في ظل الأرض.
يدور القمر حول الأرض في مدار مائل مقارنة بمستوى الأرض والشمس، ولهذا السبب لا يحدث الخسوف القمري في كل دورة للقمر، بل فقط حين تتقاطع مدارات القمر والأرض والشمس وينحجب ضوء الشمس بالكامل أو جزئيًا عن القمر.
ينقسم الخسوف القمري إلى نوعين رئيسيين: كامل، عندما يغطي ظل الأرض القمر بأكمله، وجزئي، عندما يمر جزء من القمر فقط ضمن ظل الأرض. هذا التفاوت في درجات الظل يجعل الخسوف ضيقًا في توقيت مشاهدته وتفاصيله.

مواعيد مشاهدة خسوف القمر في الوطن العربي وعدد مراحله

ينطلق الخسوف القمري في الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش، ويمر بخمس مراحل رئيسية خلال ساعات عدة، مع اختلاف في إمكانية رصدها حسب موقع المشاهد في الوطن العربي.

• خسوف شبه الظل: هو أول مرحلة تبدأ عند الساعة 15:28، ويصعب ملاحظتها لأنها تظهر على شكل خفوت طفيف في ضوء القمر.
• الخسوف الجزئي: يبدأ عند الساعة 16:27، تلاحظ فيه تآكلًا تدريجيًا لسطح القمر.
• الخسوف الكلي: حيث يتحول لون القمر إلى الأحمر الدموي، ويبدأ في الساعة 17:30.
• ذروة الخسوف: تصل إلى أقصى درجة عند الساعة 18:11.
• انحسار الخسوف: يعود القمر بعدها إلى الحالة الجزئية وتنتهي الظاهرة عند الساعة 19:56.

يتحسن رصد الخسوف تدريجيًا كلما اتجه المشاهد شرقًا داخل الوطن العربي، فمثلاً تتيح أجزاء من الجزيرة العربية مثل اليمن، والبحرين، والكويت، والعراق، والإمارات، والسعودية، بالإضافة إلى الصومال وجيبوتي وجزر القمر، متابعة كافة مراحل الخسوف، بينما في بلدان مثل سوريا، ومصر، وفلسطين، والأردن، ولبنان، والسودان، يتوفر للمشاهد رؤية واضحة للطورين الجزئي والكلي، وهما الأكثر وضوحًا وجمالًا.
أما الدول الواقعة غربًا مثل ليبيا، فتشهد نهاية خسوف جزئي غير مكتمل، وتقل فرصة الروية في تونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا حيث يُشاهد الخسوف الكلي لجزء قصير فقط.

لماذا يتحول القمر إلى الأحمر الدموي أثناء خسوف القمر؟

يتكون ضوء الشمس من ألوان متعددة تشمل الأحمر والأزرق، ويظهر اللون الأزرق في السماء بسبب تشتت الضوء بواسطة الغلاف الجوي. خلال الخسوف، تعترض الأرض ضوء الشمس المباشر المتجه للقمر، إلا أن الضوء المنكسر في الغلاف الجوي للأرض يصل إلى القمر مُرشحًا الألوان الزرقاء ويتركمر على الألوان الحمراء والبرتقالية.
ينتج عن هذه العملية أن القمر يعكس ضوءًا أحمر برتقالي، فيظهر للناس على الأرض بلونٍ مميز يُعرف بالقمر الدموي، وهو لون مرتبط قديمًا بالرعب والخوف لاعتباره رمزًا للدماء والحروب. لكن الواقع أنه تأثير طبيعي دوري يُكرّر بفاصل زمني ويصادف فلكيًا دقيقًا، ويُعَدُّ من أجمل الظواهر السماوية التي يُمكن ملاحظتها بالعين المجردة دون الحاجة لمعدات معقدة.

هل أحتاج أدوات خاصة لمراقبة خسوف القمر في الوطن العربي؟

لا يتطلب رصد خسوف القمر أي أدوات خاصة، حيث يمكنك مشاهدته ببساطة عبر التوجه إلى مكان مفتوح والتمتع بمراقبة تغيرات ظلال القمر بأعينك المجردة، وتستمر مشاهدة الخسوف لعدة ساعات ما يجعل تجربة الرؤية ممتعة بصحبة الأصدقاء أو العائلة.
ولكن، يمكن لمن يرغب في تعميق مشاهدته استشارة النوادي الفلكية القريبة، إذ غالبًا ما تنظم مثل هذه الجهات رحلات لرصد الخسوف باستخدام التلسكوبات، فتتيح الاستمتاع بتفاصيل سطح القمر بدقة أكبر، مثل رؤية الجبال والبحار القمرية.
أما لمن يمتلك تلسكوبًا في منزله، فستكون الفرصة مثالية لتوثيق الظاهرة بقوة تكبير أكبر وتصويرها من زوايا مختلفة، مما يضيف متعة وتجربة فريدة لكل عشاق الفضاء والفلك.

خسوف القمر المتوقع يوم 7 سبتمبر في الوطن العربي يعد فرصة رائعة لمشاهدة تغييرات مضيئة مذهلة في وجه القمر، وتلاقي الألوان الدافئة الحمراء التي تزين السماء أثناء الحدث الفلكي الغني بالدلائل العلمية والجمالية على حد سواء.