انتشار واسع للأفلام الأجنبية بين الناطقين بالإنجليزية بفضل تطور الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما

دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي تُعد ثورة حقيقية في فتح آفاق جديدة أمام السينما العالمية لتصل إلى جمهور أوسع، لا سيما في الولايات المتحدة التي تواجه تحديات كبيرة في استقبال الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية بسبب حاجز اللغة وضعف ثقافة متابعة الممثلين بلغات مترجمة أو مدبلجة. نظام دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي يمكّن من تجاوز هذه العقبة عبر تقنيات مبتكرة تدمج الصوت والصورة بشكل متناسق، مما يجعل المشاهد يشعر وكأن الممثلين يتحدثون اللغة الجديدة بطلاقة وكأنها الأداء الأصلي.

كيف يُحدث نظام دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي ثورة في صناعة السينما

شركة إكس واي زد فيلم (XYZ Films) تؤكد أن إيجاد أفلام عالمية تحظى بجمهور في السوق الأمريكية يمثل تحدياً بسبب قلة تقبل الجمهور للأفلام الأجنبية غير الناطقة بالإنجليزية؛ إذ تقتصر هذه العروض غالباً على فئات محدودة مثل جمهور نيويورك الساحلي. ويفسر ماكسيم كوتراي، المدير التنفيذي للعمليات في الشركة، أن السبب الأبرز يكمن في حاجز اللغة الذي يعوق توسيع قاعدة المشاهدين.

لكن مع نظام دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي، باتت هناك إمكانية حقيقية لتجاوز هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، تمت معالجة الفيلم السويدي “راقبوا السماء” للخيال العلمي باستخدام أداة DeepEditor الرقمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعديل الفيديو ليظهر وكأن الممثلين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، مما خلق تجربة مشاهدة طبيعية للغاية للمشاهدين الأمريكيين.

ويشير كوتراي إلى أن النسخة المدبلجة للفيلم عُرضت في 110 دور عرض تابعة لشركة AMC في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال مايو الماضي، مشدداً على أن انتشار الفيلم بهذا الحجم لم يكن ليحدث لولا تقنية الدبلجة الجديدة التي سجّلت قفزة نوعية في نقل الأداء الأصلي للممثلين.

التقنيات المتقدمة وراء دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي وأثرها على الجودة

شركة “فلولس” (Flawless) التي أنشأها الكاتب والمخرج سكوت مان عام 2020، طورت أداة DeepEditor التي تعتمد على مجموعة من تقنيات مسح وتعديل الوجوه المعتمدة على مسح النقاط المرجعية، وتتبع الوجه ثلاثي الأبعاد، وتحليل الأداء العاطفي لكل لقطة في الفيلم. هذا الابتكار يُمكن من تعديل حركة الشفاه لتتوافق بدقة مع اللغة الجديدة دون الحاجة لإعادة التصوير أو التسجيل، مما يقلل الوقت والتكلفة بشكل كبير.

سكوت مان يوضح أن الدبلجة التقليدية كانت تؤثر سلباً على جودة وأجواء الأفلام والمسلسلات عند ترجمتها، لأنها تخلف تغيرات في الإيقاع والأداء، مما يجعل النسخة الجديدة أقل تماساً مع النسخة الأصلية. أما بفضل نظام دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي، أصبحت الأفلام تُدبلج بصرياً بالكامل مع الحفاظ على الجوهر العاطفي للأداء، ومن أبرز الأمثلة على ذلك فيلم “راقبوا السماء” الذي يُعتبر أول فيلم طويل في العالم يخضع لهذا النوع من الدبلجة.

تتيح هذه التقنية أيضاً إمكانية نقل أداء أفضل أو استبدال جمل حوارية مع المحافظة على المضمون العاطفي، مما يُضفي ثراءً وتنوعاً على المحتوى بدون المساس بجودة الأداء الأصلي.

التحديات الثقافية وأثر دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي على الجمهور

بالرغم من المزايا التقنية، يشير الخبراء الأكاديميون مثل الأستاذة نيتا ألكسندر من جامعة ييل إلى مخاوف تتعلق بتأثير دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي على الثقافة واللغة الأصيلة. فهي تحذر من أن تعديل الأداء ليبدو كما لو أن الفيلم ناطق بالإنجليزية بالكامل قد يُضعف من خصوصية اللغة والإيماءات، ويجعل تجربة المشاهدة أكثر اصطناعية، مما ينعكس سلباً على الثقافة العابرة للحدود وخيارات المشاهدين في تفضيل المحتوى بلغته الأصلية أو بالترجمة النصية.

كما تسلط الضوء على أهمية الترجمة النصية، التي تمثل أداة أساسية للعديد من الجماهير مثل المتعلمين، والمهاجرين، والصم وضعاف السمع، مشيرة إلى أن استبدالها بآليات المحاكاة الأوتوماتيكية قد يقلل من إمكانية الوصول ويعزز التحول إلى ثقافة سينمائية أحادية اللغة تفتقد التنوع والخصوصية الحسية.

يُضاف لذلك سؤال هام حول كيفية بناء جمهور جديد قادر على التفاعل مع الأفلام الأجنبية وفق شروطها الأصلية، بدلاً من التركيز فقط على تسهيل استقبالها عبر التعديلات الذكية.

  • توسيع قاعدة عرض الأفلام الأجنبية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • تحسين جودة الدبلجة وتقليل التكلفة والجهد
  • الحفاظ على الأداء والمضمون العاطفي الأساسي للممثلين
  • تحديات الحفاظ على الثقافة واللغة الأصلية
  • أهمية الترجمة النصية كمكمل لا غنى عنه
السنة حجم سوق دبلجة الأفلام (بالمليارات دولار)
2024 4.0
2033 7.6

يُنتظر أن يشهد سوق دبلجة الأفلام العالمية توسعاً ملحوظاً مع زيادة منصات البث والمحتوى المتنوع، حيث تتيح تقنية دبلجة الأفلام الأجنبية بالذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة للموزعين والمبدعين لاستهداف جمهور أوسع بصيغ أكثر فنية وواقعية تجعل المشاهد يشعر بالقرب من العمل السينمائي، دون التخلي عن الأداء والجوهر الأصليين للعمل الفني.