رسميًا.. فائض تاريخي في الموازنة يصل إلى 629 مليار جنيه وتوجيهات هامة من السيسي

حقق الأداء المالي لمصر خلال العام 2024/2025 فائضًا أوليًا تاريخيًا وغير مسبوق بلغ 629 مليار جنيه، ما يمثل نسبة 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة تقارب 80% مقارنة بالعام السابق، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهت البلاد.

قفزة في الفائض الأولي وتحقيق نتائج مالية غير مسبوقة

أوضح وزير المالية أن الموازنة سجلت فائضًا أوليًا بقيمة 629 مليار جنيه، رغم حدوث تراجع كبير في إيرادات قناة السويس بنسبة 60% عن المستهدف، ما تسبب في خسائر تقدر بحوالي 145 مليار جنيه، إلا أن الاقتصاد المصري تمكن من تجاوز هذه الصدمات الخارجية من خلال تعزيز الاستثمارات والنمو في قطاعات التصنيع والتصدير، مما كان له أثر إيجابي واضح على الأداء المالي العام.

ارتفاع ملحوظ في الحصيلة الضريبية ودور التكنولوجيا الحديثة

شهدت الإيرادات الضريبية نموًا بنسبة 35%، وهو المعدل الأعلى على مدار سنوات عدة، حيث تجاوزت 2.2 تريليون جنيه، ويعزى هذا الإنجاز إلى توسيع القاعدة الضريبية، وتسوية المنازعات بشكل ودي، وتفعيل الأنظمة الإلكترونية المتطورة، فقد تم تقديم أكثر من 401 ألف طلب لتسوية نزاعات قديمة في الفترة من فبراير إلى أغسطس 2025، إضافة إلى تسجيل 650 ألف إقرار ضريبي جديد أو معدل، الأمر الذي ساهم في تحصيل نحو 78 مليار جنيه دفعة واحدة.

إنفاق اجتماعي وتعليمي وصحي يدعم استقرار الاقتصاد

خصصت الدولة موارد مالية كبيرة لدعم القطاعات الاجتماعية والصحية والتعليمية، حيث جرى علاج أكثر من 80 ألف حالة حرجة على نفقة الدولة وتغطية اشتراكات غير القادرين في نظام التأمين الصحي الشامل بقيمة تقارب 2.3 مليار جنيه، كما تم توظيف 160 ألف معلم جديد لسد العجز في المدارس بتكلفة 4 مليارات جنيه، بالإضافة إلى تخصيص 6.25 مليار جنيه لبرامج التغذية المدرسية، ما يدل على التزام الحكومة بتحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز الخدمات الأساسية.

وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي استمر العمل على تعزيز الانضباط المالي وتبني سياسات متوازنة تحقق النمو الاقتصادي وتحافظ على استقراره، مع إعطاء الأولوية لخفض أعباء خدمة الدين وزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم وبرامج الحماية الاجتماعية، خاصة برامج تكافل وكرامة التي تسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية، مع ترسيخ الشراكة الفعالة بين الدولة ومجتمع الأعمال لجذب المزيد من الاستثمارات ودعم مسيرة التنمية المستدامة.