رسميًا.. تعرف على التاريخ الصحيح لليوم الوطني السعودي بعد اللبس الشائع

اليوم الوطني السعودي وتاريخ الاحتفال الدقيق به يثيران تساؤلات كثيرة حول عدد الأعوام المُعلنة، خصوصًا وأن أول يوم وطني رسمي يُشير إلى إعلان توحيد البلاد عام 1932م، مما يجعل البعض يتساءل عن سبب احتفال هذا العام بالذكرى الرابعة والتسعين وليس الثانية والتسعين؟ في الواقع، يعود هذا اللبس إلى اختلاف التواريخ وعدم معرفة تاريخ اعتماد أول يوم وطني رسمي في المملكة.

تاريخ اليوم الوطني السعودي وأول اعتماد رسمي لليوم الوطني

بحسب وثائق رسمية، كان أول يوم وطني سعودي معتمد واحتُفل به في عهد الملك عبد العزيز بتاريخ 8 يناير 1930م، وذلك استنادًا إلى الأمر الصادر عن نائب الملك في الحجاز بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1348هـ (2 نوفمبر 1929م). وقد نص الأمر رسميًا على أن يوم 8 يناير يُعتبر عيدًا وطنيًا لإحياء ذكرى الجلوس الملكي، مع تعطيل الدوائر الرسمية وإجراء مراسيم المعايدة وإطلاق 21 طلقة مدفعية. استمر هذا الاحتفال بشكل رسمي ومنظم لمدة 23 عامًا في عهد الملك عبد العزيز، وكان يُعرف بيوم «عيد الجلوس» أو «ذكرى الجلوس»، حيث تم الاحتفال به بين عامي 1930 و1953م (1348هـ-1372هـ)، وهو ما يفسر أنه بعد مرور 94 عامًا على أول يوم وطني محتفل به، ولا يرتبط العدُّ مباشرة بإعلان توحيد البلاد عام 1932م.

تغيّر تاريخ اليوم الوطني السعودي عبر العصور وتأثير ذلك على حساب السنوات

بعد وفاة الملك عبد العزيز، تغير تاريخ اليوم الوطني إلى 12 نوفمبر (21 العقرب) تكريمًا لجلوس الملك سعود على الحكم، واستمر الاحتفال بهذا اليوم لمدة 10 أعوام من 1954م إلى 1963م (1374هـ-1383هـ). وعقب تولي الملك فيصل الحكم، رُفعت ضرورة تحديد يوم وطني ثابت لا يتغير بتغير الملوك؛ لذلك اقترح تحديد اليوم الوطني يوم إعلان توحيد المملكة. وبناء على ذلك، قرر مجلس الوزراء بتاريخ 21 أغسطس 1965م، وفقًا للمرسوم الملكي رقم (م/9)، أن يكون يوم 23 سبتمبر (1 ميزان في التقويم الهجري الشمسي) هو اليوم الوطني الدائم للمملكة. هذا اليوم يمثل بداية توجه جديد وثابت، أدى إلى استقرار تاريخ الاحتفال بشكل لا يرتبط بتاريخ جلوس ملوك معينين، بل بتاريخ إعلان توحيد المملكة.

كيفية حساب سنوات اليوم الوطني السعودي وفهم اللبس الشائع بين الجمهور

من المهم التأكيد أن اختيار 23 سبتمبر كيوم وطني ثابت منذ 1965م لا يُعني أن تاريخ بدء احتفال اليوم الوطني هو عام 1965م فقط، بل يستمر في اعتباره امتدادًا لما قبل ذلك من أيام وطنية بدءًا من عام 1930م. فإذا نظرنا لهذا التاريخ بدقة، فإن الذكرى التي يحتفل بها السعوديون هذا العام هي الذكرى الرابعة والتسعين لأول يوم وطني رسمي متبع في عهد الملك المؤسس، وليس الذكرى الثانية والتسعين لإعلان التوحيد رسميًا عام 1932م.
بالتالي، العبرة بعدد سنوات الاحتفال التي بدأت عام 1930م، مع العلم أن هناك سنوات لم يُحتفل فيها رسميًا. لذا، يعد تعبير «الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الرابعة والتسعين» أدق من مجرد القول «الاحتفال باليوم الوطني 94»، كما يُساعد هذا التمييز في تجنب اللبس المنتشر إعلاميًا.

  • أول يوم وطني رسمي: 8 يناير 1930م (عيد الجلوس)
  • تغيير اليوم الوطني: 12 نوفمبر (يوم جلوس الملك سعود) 1954-1963
  • ثبات اليوم الوطني: 23 سبتمبر منذ مرسوم 1965م
التاريخ الحدث التعليق
8 يناير 1930م أول يوم وطني رسمي عيد الجلوس الملكي في عهد الملك عبد العزيز
12 نوفمبر 1954م اليوم الوطني بمناسبة جلوس الملك سعود احتُفل به لمدة 10 أعوام
23 سبتمبر 1965م تحديد اليوم الوطني الرسمي والثابت قرار ملكي باعتماد تاريخ إعلان توحيد المملكة

بمتابعة هذا السياق التاريخي، يتبين أن الإشكالية ليست خطأً في الحساب، بل في عدم فهم كيف تغير تاريخ اليوم الوطني السعودي من تاريخٍ لآخر، مع توضيح أن الاحتفال بذكرى تأسيس اليوم الوطني تجاوز بفارق سنوات احتفال إعلان التوحيد نفسه. وهذا يفسر سر التعدد في ذكرى الأعوام ويجعل كل عام يحتفل بذكرى محددة لما سُمي بـ«اليوم الوطني» بشكل أدق في سياقه التاريخي.