هل يمكن للشيح مكافحة الخلايا السرطانية؟ اكتشف التفاصيل العلمية الآن

هل يقضي الشيح على الخلايا السرطانية؟ تقرير علمي يوضح أن مركب الأرتيميسينين المستخرج من نبات الشيح بات محور اهتمام الباحثين كعلاج واعد لسرطان الثدي، بفضل قدرته على استهداف الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة، مما يفتح آفاقًا جديدة للطب البديل في مكافحة السرطان بفعالية وأمان

آلية تأثير الأرتيميسينين المستخرج من الشيح على الخلايا السرطانية

تعتبر آلية عمل الأرتيميسينين في القضاء على الخلايا السرطانية ذات طبيعة دقيقة ترتكز على استغلال احتياج هذه الخلايا المرتفع للحديد، إذ تحتوي خلايا السرطان على نسب أعلى من الحديد مقارنة بالخلايا العادية، نتيجة امتصاص مكثف يدعم انقسامها السريع وتنشيطها المستمر. كما تلعب مستقبلات الترانسفيرين دورًا حيويًا في هذه العملية، إذ تعمل هذه المستقبلات على جذب الحديد إلى داخل الخلايا السرطانية بشكل خاص، مما يجعلها هدفًا مباشرًا لمركب الأرتيميسينين؛ حيث يرتبط الأرتيميسينين بالحديد داخل الخلية، وينتج جذورًا حرة قوية تسبب تحطيم الجزيئات الحيوية داخل الخلايا السرطانية حتى موتها، دون الإضرار بالخلايا السليمة التي تحتوي على كميات أقل من الحديد ومعدل امتصاص أضعف

تجربة واعدة لفعالية الأرتيميسينين من الشيح في القضاء على سرطان الثدي

أجرى فريق بحثي في جامعة واشنطن بقيادة المهندسين البيولوجيين هنري لاي وناريندرا سينغ تجربة عميقة على خلايا سرطان الثدي المقاومة للإشعاع، مع مقارنة تأثير المركب على خلايا الثدي الطبيعية. تم إثراء الخلايا بمركب الهولوترانسفيرين لزيادة نقل الحديد إلى داخل الخلايا، ثم حقنها بمركب الأرتيميسينين. أظهرت النتائج جدوى عالية للحركة العلاجية حيث ماتت جميع الخلايا السرطانية خلال 16 ساعة فقط، بينما تعرضت نسبة محدودة من الخلايا الطبيعية لأضرار طفيفة جدًا. تُعد هذه التجربة علامة فارقة تشير إلى إمكانية استخدام الأرتيميسينين المستخلص من الشيح كعلاج مستهدف، أقل سمية وأكثر دقة في استهداف الخلايا الضارة

• غنى خلايا السرطان بالحديد وانخفاضه في الخلايا السليمة
• استخدام مستقبلات الترانسفيرين لجذب الحديد
• ارتباط الأرتيميسينين بالحديد وتوليد جذور حرة قاتلة

تقييم علمي متوازن وآفاق مستقبلية للأرتيميسينين المستخرج من نبات الشيح

أعرب د. جاري بوزر الكيميائي العضوي في جامعة جونز هوبكنز عن تفاؤله بالنتائج، موضحًا أنها واعدة للغاية ولكن نصح بتكرار الدراسة على نطاق واسع بواسطة فرق بحث مستقلة لضمان صحة النتائج في ظروف متغيرة. وأكد بوزر أهمية اختبار الأرتيميسينين على خليط من الخلايا الطبيعية والسرطانية معًا لمحاكاة بيئة الجسم الفعلية، ما يعزز مصداقية النتائج ويضمن سلامة الاستخدام. من جهة أخرى، يرى العلماء أن تطبيق الأرتيميسينين قد يمتد ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان، مع التشديد على ضرورة تجارب سريرية موسعة للتحقق من السلامة والفعالية قبل تعميمه. في حال نجاح هذه الدراسات، قد تفتح الأبواب أمام علاج سرطان يتسم بقلة السمية ودقة الاستهداف، مستفيدًا من الخصائص الطبيعية المميزة للأعشاب الطبية