أسعار العقارات في دبي تسجل ارتفاعاً قياسياً اليوم مع تنامي المخاوف من فقاعة جديدة

سوق العقارات في دبي يشهد انتعاشًا غير مسبوق، مع تسجيل مبيعات المنازل في الربع الثاني من 2025 أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدفوعة بتدفق المستثمرين الأجانب وتراجع قيمة الدولار، الأمر الذي يبرز أهمية متابعة التطورات في سوق العقارات في دبي لضمان فهم كامل لتأثير هذه المتغيرات على السوق المحلي والعالمي معًا.

ارتفاعات قياسية في سوق العقارات في دبي وأسعار المعاملات

قد شهد سوق العقارات في دبي ارتفاعات قياسية تجاوزت 70% في أسعار العقارات منذ نهاية 2019، فيما تجاوز عدد الصفقات في الربع الثاني من 2025، وفق بلومبيرغ، 51 ألف صفقة بيع؛ ما يعكس نشاطًا غير مسبوق سابقًا؛ حيث بلغت قيمة التعاملات حتى نهاية يونيو نحو 73 مليار دولار، بزيادة تجاوزت 41% مقارنة بنفس الفترة في 2024، وهذا يوضح تأثير سوق العقارات في دبي كمنصة جاذبة للمستثمرين العالميين. ويعود جزء من هذا الزخم إلى تأثير السياسات التجارية التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي أدت إلى تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته خلال نصف عام، لأول مرة منذ عام 1973؛ مما رفع القوة الشرائية للمشترين الأجانب، خصوصًا من أوروبا، نظرًا لارتباط الدرهم الإماراتي بالدولار. في هذا السياق، يصف تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في “جونز لانغ لاسال” لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، هذا العامل بأنه “المحرك الأكبر للسوق”، مؤكدًا أن المشترين يستفيدون من خصومات ضخمة، وإذا عاود الدولار التعافي، فإن العائدات على الاستثمار سترتفع بشكل ملحوظ عند إعادة البيع.

مخاطر زيادة المعروض وتأثيرها على مستقبل سوق العقارات في دبي

برغم الزخم الإيجابي في سوق العقارات في دبي، إلا أن الخبراء يحذرون من مخاطر متزايدة ناجمة عن زيادة المعروض العقاري بشكل سريع، حيث تشير بيانات “جونز لانغ لاسال” إلى وجود نحو 250 ألف وحدة سكنية قيد التطوير، ومن المتوقع أن تدخل السوق خلال الأعوام القادمة، ما يعادل زيادة بنسبة تقارب 30% في المعروض الإجمالي؛ الأمر الذي قد يضع ضغوطًا على استقرار الأسعار والهوامش الربحية للمطورين. ويؤكد شون ماكولي، الرئيس التنفيذي لشركة “ديفمارك”، أن ارتفاع أسعار الأراضي يدفع لضغوط متزايدة على هوامش الربح؛ مما يجعل تحقيق التوازن المالي للمشاريع الجديدة أمرًا صعبًا، خصوصًا مع دخول عدد كبير من المطورين الجدد إلى السوق؛ مما يزيد المنافسة ويطرح تساؤلات حول قدرة السوق على استيعاب هذه الكمّية الكبيرة من الوحدات الجديدة.

تعلم من الماضي وتأملات في نضج سوق العقارات في دبي

تاريخ سوق العقارات في دبي يحمل العديد من الدروس المهمة، ففي 2008 توقف مشروع “العالم” الذي كان قيمته 13 مليار دولار بسبب الأزمة المالية العالمية، واضطرت أبوظبي للتدخل من أجل دعم الإمارة، كما تعرض السوق لضربة أخرى في 2014 عقب انهيار أسعار النفط، ما أدى لتأجيل مشاريع ضخمة، مما يؤكد على حساسية السوق تجاه الأزمات الاقتصادية. ويمضي كبار المطورين مثل جوزيف كلايندينست قدمًا في مشاريع ضخمة كالـ”قلب أوروبا” بقيمة 6 مليارات دولار، موزعة على ست جزر صناعية تضم فنادق فاخرة ومرافق مبتكرة منها “الشارع الماطر”، وقد بدأ استقبال الضيوف في 2024 بفندق “فووكو موناكو دبي”. ويرى ويل ماكنتوش، الشريك الإقليمي لشركة “نايت فرانك”، أن سوق العقارات في دبي اليوم يشهد نضجًا أكبر، حيث يمثل المشترون الفعليون غالبية النشاط، وليس المضاربون، مع نسبة بيع تقل عن 5% من المشترين خلال 12 شهرًا، مقارنة بنسبة 25% في عام 2008.

المؤشر البيانات 2019-2025
ارتفاع أسعار العقارات 70%
عدد الصفقات في الربع الثاني 2025 51,000 صفقة
قيمة التعاملات حتى يونيو 2025 73 مليار دولار
زيادة المعروض المتوقع 30%
  • ارتفاع القوة الشرائية للمستثمرين الأجانب بسبب ضعف الدولار
  • ضغط ارتفاع أسعار الأراضي على هوامش الربح للمطورين
  • مخاطر دخول مطورين جدد وزيادة المنافسة العالية
  • تاريخ حافل بأزمات عقارية وتعليمات مستفادة منها

إن حضور سوق العقارات في دبي يرافقه توازن دقيق بين انتعاش قياسي وتحذيرات من زيادة المعروض، مع تمسّك المستثمرين بنضج أكبر للسوق مستندين إلى تجارب سابقة، ولكن يبقى السؤال الأساس: هل هذه الفترة تمثل بداية دورة نمو مستدامة أو بداية مؤشرات لتصحيح محتمل يعيد إلى الذاكرة سيناريوهات الانهيار العقاري السابقة؟