«طريقة سهلة» إرسال الهدايا على التيكتوك وعلاقتها الحقيقية بتُهم غسيل الأموال

عندما نتحدث عن طريقة إرسال الهدايا على التيكتوك، نعني العملية التي تعتمد على دعم المتابعين للمستخدمين عبر إرسال رموز إلكترونية تُترجم لاحقًا إلى مبالغ مالية، إلا أن هذه الهدايا ليست كما تبدو، بل ارتبطت مؤخرًا باتهامات غسيل الأموال التي طالت عددًا من صناع المحتوى على المنصة.

تفسير علاقة غسيل الأموال بهدايا التيكتوك وفقًا لأميرة همام

شهدت الفترة الأخيرة وقوع عدد كبير من صناع المحتوى على التيكتوك تحت تهم غسيل الأموال، ومن أبرز الأسماء المتورطة: شاكر، ومداهم، وسوزي الأردنية. وأوضحت المحامية والإعلامية أميرة همام أن عملية إرسال الهدايا على التيكتوك ليست عطاءً مجانيًا أو دعمًا عفويًا، بل هي جزء من عملية تُعرف باسم “تدوير الأموال”؛ حيث تُستخدم هذه الهدايا الرقمية لترجمة الأموال من مصادر غير قانونية إلى أموال تبدو قانونية داخل المنصة، ما يجعل العملية أشبه بطريقة لإضفاء صفة الشرعية على الأموال التي يصعب تعقب مصدرها الحقيقي.

ما المقصود بتدوير الأموال وكيف يحدث عبر هدايا التيكتوك؟

قدمت أميرة همام مفهوم “تدوير الأموال” بطريقة مبسطة، حيث أوضحت أنه يتعلق بمصلحة مشتركة بين المرسل والداعم وصانع المحتوى نفسه، بالإضافة إلى المنصة التي تُسهل العملية. فهذه العملية ليست تبرعًا أو هدية عشوائية، بل هي وسيلة لتحويل أموال غير قانونية إلى أموال يمكن استخدامها بطرق شرعية. تُدخل الأموال في النظام المالي الرسمي عبر مراحل متعددة تُخفي مصدرها الحقيقي، وهذا هو جوهر جريمة غسيل الأموال التي تعني إدخال رؤوس الأموال غير المشروعة داخل الاقتصاد الوطني، لتبدو كأنها جاءت من مصادر مشروعة.

العقوبات القانونية لاستقبال هدايا التيكتوك المرتبطة بغسيل الأموال

أشارت أميرة همام إلى أن المتهمين باتهامات غسيل الأموال على التيكتوك قد يواجهون عقوبات صارمة تشمل السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، إضافة إلى التحفظ على الأموال التي حصلوا عليها وأيضًا أموال الأقارب مثل الأهل والأبناء. قد تتضمن الإجراءات دفع غرامات مالية تعادل ضعف قيمة الأموال المصادرة، نظرًا لأن الأساليب التي تم من خلالها جني هذه الأموال تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني. وتخضع حالياً معظم التحقيقات أمام المحكمة الاقتصادية المختصة للنظر في هذه القضايا، فيما نفذت الأجهزة الأمنية حملات مداهمة أسفرت عن سقوط عدد كبير من البلوجرز المتورطين.

تُوضح الأحداث الأخيرة كيف أن إرسال الهدايا على التيكتوك تجاوز كونه مجرد دعم من المعجبين؛ ليصبح أداة في شبكة معقدة لتبييض الأموال، مما يستدعي مزيدًا من الحذر والرقابة القانونية على هذه العمليات الرقمية التي تتداخل مع القانون والاقتصاد بصورة غير مباشرة.