انطلاق مبادرة “معاً فراتنا آمن” للحد من حوادث الغرق في دير الزور

تكرار حوادث الغرق في نهر الفرات بدير الزور أثار قلق السكان المحليين وأدى إلى إطلاق مبادرة “معاً فراتنا آمن” التي تهدف إلى تقليل هذه الحوادث الخطيرة؛ إذ أصبحت حالات الغرق المتكررة تهدد حياة الزوار، خاصة الأطفال الذين يفتقرون للوعي الكافي بمخاطر السباحة في مياه النهر المتقلبة، مما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات عاجلة للحد من هذه الظاهرة.

أسباب تكرار حوادث الغرق في نهر الفرات بدير الزور وضرورة الوعي المجتمعي

تشهد محافظة دير الزور شرقي سوريا، ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات حوادث الغرق التي تقع في مياه نهر الفرات؛ حيث أرجعت مصادر محلية لوكالة شفق نيوز الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة إلى ضعف التثقيف والوعي المجتمعي حول مخاطر السباحة في مناطق غير آمنة، فضلاً عن غياب الرقابة الكافية على مجرى النهر؛ الأمر الذي أدى إلى تعرض الأطفال والشباب لأخطار حقيقية. وأكدت المصادر أن محدودية الإمكانيات لدى الجهات المسؤولة تساهم في تفاقم هذه المشكلة، مع ازدياد اعتماد السكان على مناطق السباحة غير الرسمية، مما يضاعف المخاطر بسبب التيارات السريعة وغياب معدات الوقاية الضرورية.

مبادرة “معاً فراتنا آمن”: خطوات فعالة للحد من حوادث الغرق في نهر الفرات بدير الزور

بالتنسيق مع جمعيات ومنظمات محلية، أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري مبادرة “معاً فراتنا آمن” التي تهدف إلى تحسين السلامة ومكافحة حوادث الغرق في نهر الفرات بدير الزور، عبر حملة توعوية تستمر خمسة عشر يومًا في مدينة عياش بريف المحافظة. تركز المبادرة على:

• تعزيز إجراءات السلامة عبر نشر فرق إنقاذ ميدانية في المناطق الخطرة
• تحديد النقاط ذات الخطورة العالية ووضع علامات تحذيرية تحث على تجنب السباحة
• عقد جلسات وورش توعوية تفاعلية مخصصة للأطفال والكبار لرفع الوعي بخطورة الغرق
• توزيع سترات نجاة ولوحات تحذيرية في المواقع التي يشهد فيها النهر إقبالًا كبيرًا

تسعى الحملة إلى إشراك المجتمع المحلي بفعالية في الحفاظ على سلامة أفراده من خلال تقديم إرشادات واضحة ومعلومات دقيقة تقنع الجميع بضرورة احترام الإرشادات الوقائية.

دور فرق الإنقاذ والإرشاد وأهمية الالتزام بتعليمات السلامة في نهر الفرات بدير الزور

أكدت مصادر في الدفاع المدني تسجيل عدة حالات غرق شملت أطفالًا وشباناً خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان آخرها غرق شاب في العشرين من عمره لم تُعثر على جثته حتى الآن، وسط عمليات بحث مستمرة نفذها فريق الاستجابة السريعة من خلال غواصين مختصين. ويلعب انتشار التيارات المائية السريعة وغياب التجهيزات الوقائية دورًا بارزًا في تفاقم هذه الحوادث، ما يستدعي تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع.

وقد دعا الدفاع المدني جميع سكان دير الزور والزوار إلى الالتزام الصارم بالإرشادات المتعلقة بالسلامة، وتجنب السباحة في المناطق العميقة أو التي تشهد تيارات قوية، مشددًا أن الوقاية هي الوسيلة الأكثر فاعلية للحد من الخسائر البشرية في نهر الفرات. وتؤكد المبادرة القائمة على أهمية التوعية المستمرة ومرافقة فرق الإنقاذ في كل النقاط المعرضة للخطر للارتقاء بمستوى السلامة العامة.

تكرار حوادث الغرق في نهر الفرات بدير الزور يستدعي تضافر جهود الجميع لإنجاح مبادرة “معاً فراتنا آمن”؛ فإلى جانب رفع درجات الوعي، تعتبر الالتزامات الاحترازية وتنفيذ البرامج التوعوية ضرورية جداً للحفاظ على أرواح المواطنين والزوار، وضمان انتظار مستقبل أكثر أمانًا للمجتمع المحلي في مواجهة أخطار نهر الفرات.