زيلينسكي يفتح باب التنازل عن أراضٍ لأجل سلام محتمل مع روسيا… فماذا ينتظر أوكرانيا؟

أوكرانيا قد توافق على وقف القتال والتنازل عن أراضٍ تحت سيطرة روسيا ضمن خطة سلام مدعومة أوروبياً، ما يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل النزاع بين البلدين، خاصة مع استعداد الرئيس زيلينسكي لمناقشة هذه الأراضي ضمن محادثات السلام القادمة، في ظل موقف تفاوضي أقل تشدداً قبيل لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين.

تسوية الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية في محادثات السلام

صحيفة التلغراف البريطانية كشفت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغ القادة الأوروبيين بأن أوكرانيا قد تضطر إلى السماح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها خلال النزاع، وذلك ضمن شروط اتفاقية سلام محتملة. وعلى الرغم من رفض زيلينسكي لأي مقترح من دونالد ترامب يقضي بالتخلي عن المزيد من الأراضي الأوكرانية بدون ضمانات، فإن الرئيس الأوكراني أكد إمكانية وضع الأراضي التي تخضع حالياً لسيطرة روسيا على طاولة المفاوضات. وتلك الأراضي تشمل مناطق واسعة في جنوب وشرق أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من مقاطعات لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، فضلاً عن شبه جزيرة القرم.

الضمانات الأمنية شرط رئيسي لقبول التسويات في النزاع الأوكراني الروسي

رغم استعداد أوكرانيا للقبول بتجميد خط المواجهة الحالي ومنح روسيا سيطرة فعلية على الأراضي المحتلة، فإنها تصر على ضرورة وجود ضمانات أمنية قوية لتثبيت أي اتفاق سلام. هذه الضمانات تتركز في دعم عسكري مستمر من خلال توريد الأسلحة، بالإضافة إلى فتح الباب لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد أكد زيلينسكي على هذه المتطلبات خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبيين، مؤكدًا أن تسوية بدون ضمانات مماثلة لن يتم قبولها مهما كانت تنازلات الأراضي. وتبرز تلك الشروط كعامل حاسم في أي محادثات سلام تهدف لإنهاء الصراع المستمر في شبه الجزيرة الأوكرانية.

الرهان على محادثات ترامب وبوتين وتأثيرها على خطة السلام الأوكرانية

تزامناً مع تخفيف الموقف التفاوضي الأوكراني، تتجه الأنظار إلى المباحثات المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث قد تفضي هذه اللقاءات لتفاهمات تؤثر بشكل مباشر على مستقبل النزاع بين الطرفين. وصف مسؤول غربي يوم السبت الدبلوماسية المكثفة بين كييف وحلفائها بأن الخطة الحالية لا تنطلق إلا من المواقف العسكرية الراهنة للجيشين، مما يعكس تعقيد المشهد قبل انعقاد المحادثات. من جانب آخر، أبدى رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، مخاوفه مضيفاً آماله في الوقت ذاته، مع تأكيد مسؤولي الإدارة الأميركية التزامهم بالتشاور مع القادة الأوروبيين قبل الاجتماع المرتقب. وتتمحور المخاوف الأوروبية حول خطة السلام التي أيدتها موسكو، والتي تقترح تجميد خطوط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا، مقابل انسحاب كييف من مناطق دونيتسك ولوغانسك التي تسيطر عليها اليوم.

• قبول أوكرانيا بتجميد خطوط القتال
• السيطرة الروسية على أراضٍ محددة
• ضرورة ضمانات أمنية قوية تشمل دعم عسكري
• فتح الطريق أمام انضمام أوكرانيا إلى الناتو
• تأثير المفاوضات بين ترامب وبوتين على شكل التسوية النهائية

تلك المستجدات تكشف عن تغيّر ملموس في استراتيجية أوكرانيا التي، رغم تحفظاتها، تبدو مستعدة للنظر في التنازل عن أجزاء من أراضيها مقابل وقف الحرب واستقرار الوضع، في انتظار نتائج اللقاءات الدولية التي قد ترسم ملامح التسوية المستقبلية للصراع المستمر بين موسكو وكييف.