توقف جداول “المراشنة” في البصرة.. تعرف على تأثير شح المياه الآن

البصرة توقف جداول المراشنة بسبب شح المياه في قناة البدعة الإروائية، حيث أعلنت مديرية ماء محافظة البصرة عن إيقاف تطبيق نظام جداول المراشنة في جميع مناطق المحافظة بسبب تراجع مناسيب مياه قناة البدعة الحيوية، وذلك لضمان توفير المياه للمواطنين وفق الإمكانات المتاحة مع استمرار التنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة الأزمة المائية المتفاقمة.

أسباب توقف جداول المراشنة وشح المياه في محافظة البصرة

أكدت مديرية ماء البصرة أن قرار إيقاف نظام جداول المراشنة جاء نتيجة انخفاض حاد في مناسيب مياه قناة البدعة، المصدر الرئيسي للمياه الإروائية في المحافظة، مما أجبر الجهات المسؤولة على إعادة توزيع المياه مع تقليل الفاقد وضمان وصولها للمواطنين. جاء ذلك بعد تراجع ملحوظ في كميات المياه الداخلة إلى البصرة، وخاصة بعدما أعلن المحافظ أسعد العيداني في مؤتمر صحفي عن وصول أقل كمية مياه في تاريخ العراق إلى المحافظة خلال شهر يونيو الماضي، مما زاد من حدة الأزمة المائية. وأشار العيداني إلى أن نسبة المياه الواردة من نهر الكارون إلى شط العرب شبه معدومة، كذلك إيرادات نهر الفرات وصلت إلى صفر، وهو ما أجبر السلطات على توزيع المياه عبر المراشنة والجدول بحضور القيادات الأمنية لضمان السيطرة على الوضع.

مشروع تحلية مياه البحر وتأثيره على أزمة الماء في البصرة

أكد المحافظ أسعد العيداني أن مشروع تحلية مياه البحر الذي تم التعاقد عليه يمثل الحل الاستراتيجي لمشكلة شح المياه في البصرة، غير أن إنجاز المشروع يحتاج إلى ما يقرب من أربع سنوات. وقد صادق مجلس الوزراء على زيادة تكاليف المشروع في خطوة تؤكد جدية الحكومة بالتعامل مع الأزمة، مع تأكيد العيداني على دور حوضيات الدفاع المدني في إيصال المياه إلى المواطنين، إلى جانب تشكيل خلية أزمة للحفاظ على سير عمليات توزيع المياه ومتابعة شكاوى السكان. رغم ذلك، لا تزال الأزمة قائمة وبحاجة إلى تضافر الجهود لإنقاذ آلاف الأسر التي تعاني من انعدام المياه الصالحة للاستهلاك.

تفاقم أزمة ملوحة المياه في البصرة وتأثيرها على السكان

تتصاعد أزمة ملوحة المياه في محافظة البصرة منذ أكثر من شهر، لتتحول إلى تهديد بيئي واجتماعي يطال كافة مناطق المحافظة، من الأقضية الشمالية حتى قلب المدينة وأطرافها الجنوبية، فيما يعاني السكان من وصول مياه غير صالحة للشرب والاستخدام اليومي، بسبب ضعف الوقوف الرسمي وعدم وجود حلول جذرية حتى الآن. وأعرب مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة عن أسفه البالغ إزاء استمرار الصمت الحكومي، وغياب الجهود المركزية لمواجهة “أكبر أزمة في مياه الشرب منذ 80 عاماً”. هذا التدهور دفع إلى زيادة اعتماد الأهالي على وسائل بديلة لتأمين المياه، وجاءت الخطوات التي اتخذتها المحافظة مؤخرًا، مثل إيقاف جداول المراشنة، كحل مؤقت للتعامل مع النقص الحاد.

• انخفاض مناسيب مياه قناة البدعة بشكل حاد
• انعدام حقيقي في إيرادات نهر الفرات وشت العرب من نهر الكارون
• توزيع المياه عبر نظام المراشنة والجدول بتنسيق أمني
• مشاركة الدفاع المدني بحوضيات لتوصيل المياه
• مشروع تحلية مياه البحر يحتاج أربع سنوات لإنجازه
• تفاقم ملوحة المياه وتدهور جودتها يصل إلى منازل المواطنين

تظل أزمة شح المياه في البصرة تتطلب متابعة حثيثة وتنسيقًا مستمرًا بين مختلف الجهات من أجل ضمان وصول المياه إلى المواطنين بأفضل شكل ممكن، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المحافظة على صعيد الموارد المائية، كما أن التخطيط طويل الأمد عبر مشاريع ضخمة مثل تحلية مياه البحر هو العامل الأساسي لحل الأزمة القائمة، أما في الوقت الراهن فالاعتماد على حلول مؤقتة مثل إيقاف جداول المراشنة التي تتحكم في توزيع المياه يعتبر خطوة ضرورية لمواجهة تقلص الموارد المائية.