ناجية إيزيدية تكشف عن كواليس معاناة مع “أبو عائشة” والكوابيس التي لا تفارقها

ناجية إيزيدية تكشف مأساتها مع “أبو عائشة” والكوابيس التي لا تفارقها بعد سنوات الخضوع لداعش، حيث ظل الألم والصدمة يطاردانها في قريتها بسنجار، وتعجز عن استعادة حياتها الطبيعية أو العودة إلى مقاعد الدراسة بسبب الذكريات المؤلمة التي لازالت تغمرها كل يوم.

شهادة ناجية إيزيدية عن معاناة الاستعباد في منزل “أبو عائشة”

روت الناجية الإيزيدية التي لم تكشف عن اسمها تجربتها المريرة مع تنظيم داعش منذ أكثر من عشرة أعوام، حيث كانت في التاسعة من عمرها حين أُسرت مع عائلتها في شمال العراق قرب الموصل، وتم فصل الرجال الذين قتلوا أمام أعينهم، ليبدأ الألم الحقيقي والعبودية على يد إرهابي يعرف بـ”أبو عائشة” الذي كان من كبار قادة التنظيم. تحدثت الناجية عن الكوابيس التي لا تفارقها حين تستمع لصراخ الفتيات الإيزيديات اللواتي كن يُغتصبن يومياً، أما هي فقد أنعم الله عليها بعدم التعرض لهذا المصير بسبب صغر سنها.

تحتجز الناجية في البداية مع مجموعة كبيرة من الفتيات، حيث كانت تُجبر على تعلم القرآن وارتداء النقاب رغم عمرهن الصغير، ليبدأ بعدها ما وصفته بـ”يانصيب الفتيات” الذي يحدد مصيرهن بين التهجير والاغتصاب والخدمة المنزلية، وكانت هي من نصيب خدمة المنازل وخصوصاً في بيت “أبو عائشة”، حيث تعرضت للضرب والعذابات القاسية. وأوضحت كيف كانت تعتني بمنازل القائد وأطفاله، بينما كانت زوجته تشتكي منها باستمرار، ويُحرمها الطعام أحياناً ويُكبّلها بالسلاسل في ظروف قاسية.

الكوابيس والصدمات المتواصلة بعد التحرر من قبضة داعش

قالت الناجية إن لحظة التحرر من “أبو عائشة” وتنظيم داعش لم تمثل نهاية المعاناة، بل كانت بداية رحلة جديدة من الألم النفسي والجرح العميق الذي خلفه ما تعرضت له، حيث فقدت جزءاً من ذاكرتها بعد عمليات غسل الدماغ، ووجدت صعوبة كبيرة في التعرف على أفراد عائلتها. بعد محاولة العودة إلى المدرسة، لم تستطع الاستمرار بسبب الصدمة النفسية شديدة العمق التي تسيطر عليها حتى اليوم.

تتابع الناجية حديثها عن التأثيرات النفسية التي لا تزال ترافقها، مما يجعلها تعاني من كوابيس متكررة تسمع فيها صرخات الفتيات المعتدى عليهن معها. تعيش اليوم بانتظار فرصة لمغادرة العراق بحثاً عن حياة جديدة، بعيداً عن ذكريات سنجار التي تذكرها بجحيم عاشته لا يمكن تجاوزه أو نسيانه. وتؤكد أن كل ركن في مدينتها يحمل معها ذكريات محزنة إذ دُمرت طفولتها وأحلامها ومستقبلها تحت وطأة تلك الجرائم.

مخطط داعش الإرهابي وأثره على حياة الناجية الإيزيدية بعد باتلاقها مع “أبو عائشة”

بحسب شهادة الناجية الإيزيدية، عمد تنظيم داعش إلى فرض قوانين صارمة على الفتيات المختطفات، حيث مُنعن من التحدث بلغتهن الأم الكردية أو حتى العربية، وتم إجبارهن على التحدث باللغة التركمانية التي يتكلم بها “أبو عائشة” وعائلته، في محاولة للقضاء على هويتهن الثقافية. مع تدهور وضع تنظيم داعش في الموصل عام 2017، حاول التنظيم خداع الفتيات وإعادتهن إلى عائلاتهن تحت ستار زائف، بعد أن زودوهن بأحزمة ناسفة، على أمل تفجير أنفسهن وأسرتهن، لكن الناجية تمكنت هي وصديقتها من قطع أسلاك هذه الأحزمة في لحظة بطولية.

العام الحدث
2014 اختطاف الناجية على يد داعش واحتجازها مع فتيات إيزيديات
2017 محاولة تحرير الناجية بعد سقوط الموصل وخطط داعش للانتقام
  • فصل الرجال وتعذيبهم قصاصاً أمام أُسرهم
  • ابتزاز نفسي وجسدي من قبل “أبو عائشة” وزوجته
  • فرض تغيير اللغة كأداة للسيطرة الثقافية
  • استخدام الفتيات كرهائن بأحزمة ناسفة لتصفية العائلات

على الرغم من التحرر، لا تزال الغصة والكوابيس تطارد الناجية الإيزيدية التي كشفت عن حجم المعاناة التي تحملتها في ظل حكم داعش وخصوصاً في بيت “أبو عائشة”، داعيةً إلى العدالة الحقيقية التي تغيب في الوقت الذي يظل فيه معظم أعضاء التنظيم طلقاء. ورغم هذا كله، فإن الناجين منهم يكافحون جاهدين لإعادة بناء ما تبقى من حياتهم التي دُمرت على يد الإرهاب.