ما هو سبب سجن حميدان التركي الحقيقي الذي صُدم به العالم؟ بعد 20 عامًا في السجن

أثار سبب سجن حميدان التركي الحقيقي اهتمام الرأي العام العربي والدولي على مدار ما يقارب عقدين من الزمن، حيث عاش المواطن السعودي حميدان علي التركي تجربة قانونية استثنائية في الولايات المتحدة انتهت بإعلان الإفراج عنه في مايو 2025. وجاء هذا القرار بعد إعادة النظر في ملفه ونقض الحكم السابق، ليضع نهاية لفصل طويل من الجدل الحقوقي والسياسي الذي تصدّر العناوين منذ عام 2004.

من طالب مبتعث إلى قضية رأي عام

ولد حميدان التركي عام 1969 في المملكة العربية السعودية، وحصل عام 1995 على بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الصوتيات واللسانيات في جامعة دنفر، حيث تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف. مسيرته الأكاديمية المميزة لم تكتمل، إذ تحوّلت حياته جذريًا في عام 2004 بعد اعتقاله برفقة زوجته في قضية بدأت بمخالفات هجرة وانتهت باتهامات جنائية معقدة.

تفاصيل المحاكمة وأسباب الحكم القاسي

في عام 2006، حكمت محكمة أمريكية على حميدان التركي بالسجن 28 عامًا بعد إدانته بتهم تتعلق بإساءة معاملة خادمة، والاحتجاز غير القانوني، ومخالفات مالية. فريق الدفاع أكد أن المحاكمة شابتها أخطاء إجرائية وانحياز ثقافي، وأن الحكم كان مبالغًا فيه مقارنة بالقضايا المشابهة. ورغم تخفيض العقوبة لاحقًا إلى 8 سنوات، بقي التركي محتجزًا إداريًا بسبب قرارات لجنة الإفراج المشروط.

الإفراج والعودة إلى السعودية

بعد سلسلة طويلة من المراجعات القانونية، تم التوصل إلى اتفاق قضائي أفضى إلى الإفراج عن حميدان التركي في مايو 2025، ونقله لإدارة الهجرة تمهيدًا لترحيله إلى السعودية. القرار جاء لأسباب إنسانية وصحية، إضافة إلى الإشادة بسلوكه الإيجابي داخل السجن.

قضية برمزيتها تتجاوز الشخص

لم تكن قضية حميدان التركي مجرد نزاع قانوني، بل أصبحت رمزًا للنقاش حول العدالة وحقوق المتهمين الأجانب في الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل المناخ السياسي بعد أحداث 11 سبتمبر. واليوم، يعود التركي إلى وطنه حاملًا قصة صمود ومعركة قضائية استمرت 20 عامًا، تاركًا تساؤلات مفتوحة حول العدالة عبر الثقافات.