تراجع متواصل في أسعار النفط.. هل تستمر خسائره لأطول فترة منذ 2021؟

النفط يتجه لأطول سلسلة خسائر منذ آب 2021 وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الاقتصاد العالمي والطلب العالمي على الخام، حيث شهدت الأسعار استقرارًا نسبيًا في التعاملات الآسيوية، لكنها تبقى في طريقها لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو/حزيران، ما يزيد القلق حول مستقبل الأسواق النفطية.

أسباب تراجع أسعار النفط وتوجهه لأطول سلسلة خسائر منذ آب 2021

منذ بداية الأسبوع الجاري، تواجه أسعار النفط ضغوطاً متصاعدة أدت إلى توجه الخام نحو أطول سلسلة خسائر منذ أغسطس/آب 2021، مدفوعة بعوامل عدة، أبرزها قرار مجموعة “أوبك+” بشأن إلغاء أكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج في سبتمبر/أيلول، أبكر مما كان متوقعاً؛ ما دفع خام غرب تكساس الوسيط للهبوط للجلسة السادسة على التوالي، متجهًا لخسارة أسبوعية تتجاوز 5%.

هذا الانخفاض يأتي بالتزامن مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة ضد عدد من الشركاء التجاريين حيز التنفيذ، مما أثار مخاوف المستثمرين من تباطؤ النشاط الاقتصادي، ومن ثم تأثر الطلب العالمي على النفط. وفق بيانات رويترز، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 66.40 دولارًا، متجهة لتراجع أسبوعي بحوالي 4%، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط إلى 63.82 دولارًا.

تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على سوق النفط الأسبوع الجاري

دخلت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيز التنفيذ الخميس، مستهدفة مجموعة من الشركاء التجاريين، حيث أعرب محللو “إيه.إن.زد” عن قلقهم من تأثير هذه الرسوم على النشاط الاقتصادي العالمي، ما يهدد بتقليص الطلب على النفط الخام.

في نفس الوقت، تسهم هذه الرسوم الجمركية في إحداث تحولات على صعيد الأسعار، حيث خففت الإجراءات الجديدة من حدة الانخفاض في بعض الأسواق مثل سوق النفط الهندي، الذي تأثر بفرض ضرائب إضافية على شراء الخام الروسي؛ رغم ذلك، يرى محللون في “ستون إكس” أن هذه الإجراءات لن تؤثر فعليًا على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق الخارجية.

• فرض رسوم جمركية عالية في مختلف الأسواق المستهدفة.
• تأثير سلبي على النمو الاقتصادي العالمي المتوقع.
• تغييرات في تدفقات النفط بين الدول وتأثيرها على الأسعار.

العوامل الجيوسياسية ودورها في استمرار تراجع أسعار النفط

أضافت التطورات الجيوسياسية مزيدًا من الضغوط على أسعار النفط خلال الأسبوع الحالي، خصوصًا بعد تأكيد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام المقبلة، ما أطلق توقعات بإمكانية حلول دبلوماسية لحرب أوكرانيا، والتي قد تقلل من حالة عدم اليقين في الأسواق.

علاوة على ذلك، زاد التوتر السياسي مع الصين، أكبر مستورد للنفط الروسي، حيث هدد ترامب بفرض رسوم جمركية مماثلة لتلك المفروضة على الهند، ما قد يؤثر على اتجاهات تصدير النفط الروسي عالميًا.