كركوك تحتفي بيوم الشهيد الآشوري في ذكرى مجزرة سميل

يُحتفى في كركوك بيوم الشهيد الآشوري في ذكرى مجزرة سميل التي وقعت عام 1933، لتكون مناسبة وطنية وتاريخية تعكس الألم والمعاناة التي تعرض لها المدنيون الآشوريون آنذاك؛ حيث تم إحياء هذه الذكرى بإجراءات رسمية تعكس احترام وحساسية الحكومة المحلية تجاه هذه المأساة، مؤكدين على أهمية التعايش والحفاظ على مكونات المجتمع العراقي كافة.

تاريخ مجزرة سميل ودلالتها في يوم الشهيد الآشوري

تُعد مجزرة سميل من أعتى الأحداث الدامية التي شهدها العراق الحديث، وأناطتها العراق ذكرى حزينة في تاريخ المكونات القومية والدينية، إذ وقعت المجازر بين 7 و11 آب/أغسطس عام 1933 في بلدة سميل وضواحيها بمحافظة دهوك في إقليم كوردستان؛ حيث استهدفت مئات المدنيين الآشوريين من نساء وأطفال وشيوخ، لتنقش صفحة سوداء في الذاكرة الجمعية، وتُخلد في سياق يوم الشهيد الآشوري الذي يحييه الآشوريون سنويًا حول العالم. أثرت هذه المجزرة عميقًا في المجتمع الآشوري وتركته يحمل جراحه التاريخية التي لازالت تتردد صداها كصرخة للحق والعدالة.

فعاليات إحياء يوم الشهيد الآشوري في كركوك ومحورية التعايش

شهد يوم الشهيد الآشوري في كركوك اهتمامًا رسميًا وشعبيًا، إذ نظمت الحكومة المحلية وقفة دقيقة صمت أمام مبنى محافظة كركوك، بمشاركة مسؤولين محليين وناشطين وممثلي الأقليات الدينية والقومية، إضافةً إلى رجال دين وشخصيات ثقافية؛ ما يعكس أهمية الحدث على المستوى الإنساني والثقافي. أكدت مقررة مجلس المحافظة، انجيل شابا، أن استذكار مجزرة سميل يشكل تذكيرًا حيويًا بضرورة الحفاظ على قيم التعايش الاجتماعي بين مكونات المجتمع العراقي كافة، مشددة على أن الآشوريين دفعوا ثمناً باهظًا خلال تلك المرحلة العصيبة، ما يحتم الوقوف عند هذا الحدث بتأمل ومسؤولية.

الأسباب والنتائج المأساوية لمجزرة سميل ضمن يوم الشهيد الآشوري

جاءت مجزرة سميل نتيجة توترات سياسية بين الحكومة العراقية الملكية التي كان يرأسها الملك غازي، وقيادات آشورية طالبت بضمانات دولية لحماية هوية ووجود الآشوريين؛ إذ أطلق الجيش العراقي الملكي بقيادة الجنرال بكر صدقي حملة عسكرية واسعة استهدفت القرى الآشورية، وأسفرت الحملة عن مقتل أكثر من 600 مدني في بلدة سميل وحدها، فيما تشير تقديرات أخرى إلى تجاوز عدد الضحايا 3,000 شخص في القرى المجاورة. تنوعت أساليب المجزرة بين الإعدامات الميدانية، والاغتصاب، وحرق القرى، والتمثيل بالجثث أمام الأهالي لبث الرعب، وقد رسخت هذه الفظائع في الذاكرة القومية للآشوريين، الذين يحيون ذكرى يوم الشهيد الآشوري سنويًا لتمجيد ذويهم والتأكيد على حقهم في العدالة التاريخية.

التاريخ عدد الضحايا المكان
7-11 آب/أغسطس 1933 650+ القتلى في سميل وحدها بلدة سميل وضواحيها، محافظة دهوك
1933 3000+ إجمالي الضحايا حسب التقديرات القرى الآشورية المجاورة
  • وقفة دقيقة صمت في محافظة كركوك
  • مشاركة المسؤولين المحليين والناشطين وممثلي الأقليات
  • التأكيد على قيم التعايش والحفاظ على المجتمع العراقي المتنوع
  • استذكار الضحايا ونقل درس العدالة التاريخية

يُجمع الجميع على أن يوم الشهيد الآشوري هو أكثر من مجرد مناسبة لتذكر مآسي الماضي؛ فهو رسالة حية تدعو للحفاظ على هويات المكونات العرقية والدينية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق جميع العراقيين بصرف النظر عن انتماءاتهم؛ لهذا يبقى هذا اليوم منصة قوية تعكس وحدة الشعب وحتمية عبرة التاريخ التي لا تنسى في سبيل غد يعمه السلام والتعايش المستدام.