النمر يوضح تأثير أوميغا 3 على الرجفان الأذيني والجرعات الآمنة والفئات المعرضة للخطر

أوميغا 3 والرجفان الأذيني ترتبطان بشكل معقد ويعتمد هذا الارتباط على عدة عوامل مثل الجرعة ومدة الاستخدام وحالة المريض الصحية، فلا يمكن تعميم النتائج على الجميع؛ إذ تتراوح نسبة الإصابة بالرجفان الأذيني بين 12% إلى 50% لدى من يتناولون أوميغا 3، مع اختلاف هذه النسبة وفقًا لعوامل الخطورة مثل الضغط، السكري، الكوليسترول، والعمر.

فهم علاقة أوميغا 3 بالرجفان الأذيني وتأثير الجرعات المختلفة

كشف الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن علاقة أوميغا 3 بالرجفان الأذيني لا يمكن اختزالها في قاعدة واحدة، لأن تأثر الأشخاص يعتمد على الجرعة ومدة تناول المكمل، إلى جانب عوامل صحية أخرى تساهم في احتمالية الإصابة؛ فالجرعات الصغيرة من أوميغا 3 التي تقل عن 1 جرام يوميًا، وخاصة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة، تُظهر نسبة قليلة أو شبه معدومة للإصابة بالرجفان الأذيني، وتشبه نتائجها المجموعة الضابطة في الدراسات.

على الجانب الآخر، يرتفع خطر حدوث الرجفان الأذيني بشكل ملحوظ عند تناول جرعات أعلى من 2 إلى 4 جرامات يوميًا، خصوصًا مع استمرار الاستخدام لفترات طويلة، حيث يمكن أن تصل نسبة الاصابة إلى 50%، مما يؤكد أن مدة العلاج من العوامل الحاسمة التي تزيد من احتمال ظهور الرجفان وتطوره بشكل تراكمي مع الزمن.

الفئات الأكثر عرضة لخطر الرجفان الأذيني عند تناول أوميغا 3

تزداد احتمالية ظهور الرجفان الأذيني عند الأشخاص الذين تجاوزوا سن 60 عامًا، خاصة عند وجود عوامل خطورة مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، حيث يساهم تقدم العمر وتراكم العوامل الصحية في زيادة التأثر بتناول أوميغا 3.

ويشير النمر إلى أن الرجفان المرتبط بمكملات أوميغا 3 لا يكون دائمًا، إذ توجد دراسات متنوعة تثبت أن نحو 30% من حالات الرجفان الأذيني تتحسن أو تختفي بعد التوقف عن تناول أوميغا 3، مما يعكس أهمية المتابعة الطبية الدقيقة وعدم الاعتماد على هذه المكملات بشكل مفرط دون تقييم الحالة الصحية.

الجرعات الآمنة لأوميغا 3 وموقف الأطباء من الاستخدام

يؤكد الدكتور خالد النمر على ضرورة الاعتدال في توصيات استخدام أوميغا 3، فالمكمل الغذائي لا يُعد علاجًا نهائيًا أو دواءً معجزة لجميع الأمراض، بل هو مكوّن طبيعي موجود في الأسماك الدهنية وبعض النباتات مثل زيت الطحالب، الجوز، بذور الكتان، بذور الشيا، وزيت الكانولا، وله دور صحي عندما يُستخدم بجرعة أقل من 1 جرام يوميًا في حالات الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة وفئتهم العمرية أقل من 60 عامًا.

• أوميغا 3 بجرعات منخفضة آمنة للأشخاص الأصحاء
• الجرعات العالية تزيد خطر الرجفان الأذيني وتحتاج مراقبة مستمرة
• الأشخاص فوق 60 عامًا أو الذين يعانون من أمراض مزمنة هم الأكثر عرضة للمخاطر

كما رفض النمر ما يروج له من تسويق مكثف لأوميغا 3 على أنها علاج سحري لجميع الحالات الصحية، مثل الزهايمر، الاكتئاب، أمراض الجلد، الحماية من الجلطات، تنظيم ضربات القلب، أو توقع تسريع الشفاء بعد جراحات القلب المفتوح، حيث أكد أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلة علمية محكمة.

تسليط الضوء على الجرعات الآمنة وتحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر يتيح استخدام أوميغا 3 بشكل أكثر وعيًا، مع مراعاة الحالة الصحية العامة وعدم الاعتماد على المعلومات المسيئة التي تنقلها الحملات الدعائية، مما يساعد على تجنب التباس العلاقة بين أوميغا 3 والرجفان الأذيني وعواقبه الصحية المحتملة.