سفارة أوكرانيا في بغداد تندد بما حدث للإيزيديين: جرح في ضمير الإنسانية

الإيزيديون ضحايا مجازر تنظيم داعش في العراق يظلون جرحًا عميقًا في ضمير الإنسانية، هذه العبارة قيّمة تعبّر عن مأساة لم تزول مع مرور الوقت بل بقيت شاهدة على فصول من القتل والاستعباد والتهجير القسري الذي استهدف هذه الجماعة الدينية، إذ تكررت هذه المآسي منذ اغتيال تنظيم داعش لقضاء سنجار في العراق في أغسطس 2014، ويجسد هذا الحدث حقيقة صارخة تواجهها الإنسانية جمعاء.

سفارة أوكرانيا في بغداد تؤكد أن مأساة الإيزيديين جرح في ضمير الإنسانية

استذكر السفير الأوكراني لدى العراق إيفان دوفغانيتش، خلال الذكرى الحادية عشرة لمجزرة تنظيم داعش، الآلام التي عانتها الطائفة الإيزيدية، مؤكدًا أن هذه المأساة ليست مجرد جرح عراقي، بل تمثل جرحًا عميقًا في ضمير الإنسانية بأكملها. أشار بيان رسمي صادر عن السفارة الأوكرانية في بغداد إلى الفظائع التي حدثت من قتل وتعذيب واستعباد وتهجير قسري لهذه الفئة، مشددًا على أن محو هوية الإيزيديين وثقافتهم من قبل التنظيم الجهادي هو أبشع أشكال التطرف الذي يعكس كراهية ممنهجة ترتكز على فرض القوة. البيان نقل تحذيرًا واضحًا من تجاهل مثل هذه الجرائم، مؤكدًا ضرورة إدراك خطورتها وعدم تكرارها أو السكوت عنها خوفًا من تشجيع المزيد من الإبادة والدمار.

تشابه الألم بين معاناة الإيزيديين والأوكرانيين في وجه الإرهاب والتطرف

عبّر السفير الأوكراني عن تشابه مأساة الإيزيديين مع ما يعيشه شعبه في أوكرانيا، موضحًا أن كلتا الحالتين تتسمان بالدمار المنهجي واستهداف المدنيين واستخدام الإرهاب كأداة للضغط والقهر. أشار إلى أن داعش اختطف الأطفال الإيزيديين لغسل أدمغتهم وتلقينهم، كما أن روسيا تمارس أساليب مماثلة باختطاف الأطفال الأوكرانيين ومحاولات تكييفهم بالقوة. وأكد أن أوكرانيا تعي تمامًا الألم النفسي والجسدي الذي يمر به الإيزيديون، خصوصًا مع التجربة الحربية التي تؤدي إلى فقدان الأحبة وتدمير المدن واختطاف البريئين، وهو ما يدفع أوكرانيا للوقوف إلى جانب العراق وشعبه في مواجهة هذه القوى الظلامية التي تسعى لنشر الفوضى والدمار.

العدالة لضحايا سنجار والربط بين الطغيانين: داعش والعدوان الروسي

شدد السفير دوفغانيتش على أن العدالة التي يجب أن تُنال لضحايا مجزرة سنجار تتساوى مع العدالة لضحايا بوتشا وماريوبول، مؤكدًا ضرورة تسمية الشر باسمه ومحاسبة مرتكبيه دون تأجيل. أضاف أن الصمت حيال هذه الجرائم يشجع على استمرار الإبادة والظلم، وأن تجاهل معاناة الضحايا هو بمثابة إماطة اللثام عن ظاهرة مؤلمة تهدد البشرية. في هذا السياق، يتم تكريم ضحايا الإبادة الإيزيدية والاعتراف بصمود الناجين والشعب العراقي في وجه هذا الإرهاب، وذلك ضمن إطار عمل مشترك لمحاربة التطرف والإبادة أينما تواجدت. كما أكد السفير أن أوكرانيا ستواصل بذل الجهود للتذكير بهذا الظلم والعمل على ملاحقة المسؤولين، متعهّدة بدعم الحق والكرامة لكل من يتطلع لعالم يسوده الأمان والسلام.

تاريخ الحدث تفاصيل المأساة
3 أغسطس 2014 سيطرة تنظيم داعش على قضاء سنجار، وقتل واختطاف الآلاف من الإيزيديين
27 يونيو 2025 تحرير فتاة إيزيدية تُدعى ديما أمين، بينما ما زال 2600 إيزيدي مفقودين
  • قتل الرجال والنساء المسنات والاختطاف الجماعي لأكثر من خمسة آلاف شخص من النساء والفتيات والأطفال
  • محاولة محو الهوية والثقافة الإيزيدية عبر استهدافهم المباشر
  • تشابه ممارسات التنظيم مع الجرائم الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا
  • الوقوف بجانب الشعب العراقي في مواجهة تلك الجرائم والتطرف المنظم

المأساة التي حاقت بالإيزيديين بفعل داعش لم تكن مجرد حدث محلي عابر بل هي صفحة مأساوية عميقة محفورة في تاريخ البشرية، وتشير إلى كم الألم والمعاناة التي تثقل كاهل الضحايا والناجين على حد سواء، علاوة على أن استمرار مثل هذه المآسي يفرض مسؤولية عالمية مشتركة لمناصرة العدالة وفضح الظلم أينما وجد على الساحة الدولية. السفارة الأوكرانية في بغداد تمثل صوتًا إنسانيًا يشدّد على ضرورة الانتصار للحق، والحفاظ على كرامة الشعوب المظلومة، مؤكدًا أن التاريخ لن ينسى ولا يغفر أولئك الذين يمارسون العنف ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية.