تنفيذ أحكام الإعدام ضد 17 متهماً بالإرهاب والمخدرات في السعودية.. ما التفاصيل؟

السعودية تنفذ إعدام 17 متهماً بـ”الإرهاب والمخدرات” خلال 3 أيام، مما يعكس تصاعداً ملحوظاً في وتيرة عقوبات الإعدام في المملكة، حيث شملت الغالبية العظمى من الحالات أجانب أدينوا بتهريب المخدرات. هذا التصعيد يأتي في إطار حملة مكافحة المخدرات المكثفة التي انطلقت مؤخراً، مع تأكيد السلطات على مواصلة تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم الخطيرة.

تفاصيل إعدام 17 متهماً بـ”الإرهاب والمخدرات” في السعودية خلال 3 أيام

أعلنت السلطات السعودية، يوم الإثنين، تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطنين سعوديين أدينا بتهم تتعلق بالإرهاب، ليصل عدد الإعدامات التي نُفذت خلال ثلاثة أيام إلى 17 شخصاً، غالبية هؤلاء الأفراد من الأجانب المتهمين بتهريب المخدرات. ووفق وكالة الأنباء السعودية “واس”، جرى تنفيذ حكم الإعدام في مكة المكرمة بحق اثنين أدينا بالانضمام إلى تنظيمات إرهابية، وإطلاق النار على رجال الأمن باستخدام السلاح الناري بقصد القتل، إضافة إلى جريمة تصنيع واحتفاظهم بمواد متفجرة.

هذا الإعلان جاء عقب تنفيذ حكم الإعدام مساء الأحد الماضي بحق صومالي وخمسة إثيوبيين في نجران جنوب المملكة، بعد إدانتهم بتهريب مادة الحشيش المخدر. كما أعلنت السلطات السبت إعدام ثمانية أشخاص في يوم واحد، من بينهم سبعة أجانب نفذت بحقهم الأحكام في نجران ذاتها، بتهم تهريب مخدرات مشابهة.

الإعدامات على خلفية المخدرات والإرهاب بين أرقام 2025 الرسمية

تشير إحصائيات وكالة “فرانس برس” المستندة إلى بيانات رسمية، إلى أن السعودية نفذت منذ مطلع عام 2025، ما مجموعه 239 حكماً بالإعدام، منها 161 متعلقة بجرائم المخدرات، وبين هؤلاء 136 أجنبياً، 125 منهم جرى إعدامهم في قضايا مرتبطة بعقوبة تهريب الحشيش بصفة خاصة. وتبرز هذه الأرقام ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعكس تشديد السلطات إجراءاتها الأمنية والقضائية في القضايا التي تمس الصالح العام.

وفي تصريح لمسؤولة قسم عقوبة الإعدام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة “ريبريف” المناهضة للإعدام، جيد بسيوني، فإن عام 2025 شهد تزايداً واضحاً في الإعدامات المرتبطة بجرائم المخدرات، وخصوصاً تلك المتعلقة بـ”المخدرات الحشيشية”. وأشارت إلى أن هذا الوضع يطرح تساؤلات مهمة في ظل التحولات العالمية نحو تقليص تجريم حيازة وتعاطي المخدرات، ما يزيد من التوتر حول سياسة العقوبات القاسية التي تتبعها المملكة.

عوامل ارتفاع إعدامات الإرهاب والمخدرات في السعودية خلال السنوات الأخيرة

يُعزى الارتفاع في وتيرة إعدامات قضايا الإرهاب والمخدرات في السعودية إلى الحملة الأمنية المكثفة التي أطلقتها المملكة عام 2023 لمكافحة انتشار المخدرات، مع تركيز خاص على مخدر الكبتاغون، مما شمل:

• توسيع نقاط التفتيش في المناطق الحدودية وبعض المدن الرئيسية
• تكثيف عمليات الاعتقال ضد مروجي ومهربي المخدرات
• زراعة الرصد والمصادرات المضبوطة على حملات مكثفة

وكانت السلطات قد استأنفت أواخر 2022 تنفيذ أحكام الإعدام في جرائم المخدرات بعدما علّقتها نحو ثلاث سنوات، حيث نفذت 19 إعداماً في 2022، واثنان فقط في 2023، قبل ارتفاع العدد بشكل كبير إلى 117 حالة في 2024.

تشير هذه الأرقام إلى اتجاه السعودية المستمر في تشديد قبضة القانون لمحاربة الجرائم المرتبطة بالإرهاب والمخدرات، مع تصاعد في استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة ردع قاسية وفعالة في نظر السلطات. وهذا التطور يتزامن مع اضطرابات ومرونة متفاوتة في قوانين العقوبات عالمياً، مما يضيف بُعداً معقداً للمشهد الأمني والقضائي في المملكة.