دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تاريخ الميلاد وخطر الإصابة بمرض نفسي شائع لدى الرجال

الاكتئاب مرتبط بتاريخ الميلاد عند الرجال، وخاصة المولودين في فصل الصيف، حيث أظهرت دراسة جديدة من جامعة كوانتلن البوليتكنيك في كندا أن هؤلاء الرجال يعانون من احتمالية أعلى للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأقرانهم المولودين في فصول أخرى من السنة، ما يفتح آفاقًا لفهم أعمق للعوامل النفسية المرتبطة بموسم الولادة.

تأثير تاريخ الميلاد على خطر الإصابة بالاكتئاب لدى الرجال

الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كوانتلن البوليتكنيك ركزت على العلاقة بين تاريخ الميلاد واحتمالية تعرض الرجال لأعراض الاكتئاب والقلق في مرحلة البلوغ، حيث قُسم المشاركون إلى أربعة مجموعات بناءً على موسم الولادة؛ الربيع من مارس حتى مايو، الصيف من يونيو حتى أغسطس، الخريف بين سبتمبر ونوفمبر، والشتاء من ديسمبر إلى فبراير. النتائج بينت أن نسبة كبيرة بلغت 84% من الرجال المشاركين عانوا من أعراض اكتئابية، بينما سجل 66% منهم أعراض قلق، وقد غلب على المشتركين في الدراسة ان يكون لديهم درجات مختلفة من الاكتئاب وفق مقياس PHQ-9.

الأسباب المحتملة وراء ارتباط تاريخ الميلاد بالاكتئاب الصيفي للرجال

الارتباط الواضح بين اكتئاب الرجال وتاريخ الميلاد في فصل الصيف قد يعود إلى عدة عوامل بيئية وبيولوجية؛ منها التغيرات في التعرض للضوء الطبيعي خلال أشهر الحمل، والتي تؤثر بدورها على تطور الدماغ وحالة الجهاز العصبي المركزي، ما يجعل المواليد في الصيف أكثر عرضة لتغير المزاج في مراحل حياتهم المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالاكتئاب. أما عن القلق، فقد كانت العلاقة أقل وضوحًا ولم تظهر تأثيرات قوية مرتبطة بفصول السنة، مما يسلط الضوء على أن موسم الولادة يؤثر أساسًا على الاكتئاب أكثر من القلق.

توزيع أعراض الاكتئاب والقلق بين الرجال بناءً على موسم الولادة

توضح الدراسة نتائج هامة تتعلق بنسب الإصابة بين الفصول الأربعة، حيث يحتل المولودون في الصيف المرتبة الأعلى على مقياس PHQ-9 لأعراض الاكتئاب، مقارنة مع المواليد في باقي المواسم، وهو ما يبرز أهمية التركيز على هذه الفئة في الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية. ويمكن تقديم البيانات بشكل مبسط في الجدول التالي:

ولتوضيح الفروقات في التعرض لأعراض الاكتئاب بناءً على موسم الولادة، يمكن الإشارة إلى العناصر التالية:

• العوامل البيئية في فترة الحمل، مثل التعرض للضوء الطبيعي ومستويات الفيتامين د
• تحولات بيولوجية تعزز قابلية الجهاز العصبي للتغيرات المزاجية
• التأثيرات الموسمية على النظام الهرموني بدنياً وعقلياً
• تأثر دراسات الاكتئاب بتحديد زمن الولادة كعامل خطر قائم بذاته

تدل هذه المعطيات على أهمية إدراك تأثير تاريخ الولادة والظروف المصاحبة له، خاصة عند الرجال، لما له من انعكاسات واضحة على مستوى الصحة النفسية، وبالتحديد الاكتئاب الذي يعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا وتأثيرًا.

بذلك، فإن فهم العلاقة بين تاريخ الميلاد ومخاطر اضطرابات الصحة النفسية، كالقلق والاكتئاب، يساعد على تطوير توجهات بحثية وطبية دقيقة تراعي هذا العامل، فضلاً عن إرشادات توعوية لمن هم أكثر عرضة تبعًا لموسم ولادتهم، ما يسهل الكشف المبكر والوقاية من تفاقم هذه الاضطرابات عند الرجال.