توقف إنتاج البنزين المحسن في بغداد والمحافظات.. تعرف على الأسباب والتأثيرات المتوقع حدوثها

البنزين المحسن في العراق يشهد أزمة حادة بسبب توقف استيراده من الخارج، ما أدى إلى شح في معروضه المحلي رغم الطاقات الإنتاجية المحدودة التي توفرها المصافي في بغداد والمحافظات الأخرى؛ إذ لا تزال القدرات المحلية غير كافية لتلبية الطلب الشعبي المتزايد بشكل ملحوظ.

توقف استيراد البنزين المحسن.. أسباب وتداعيات على السوق المحلية

تواجه محطات الوقود في بغداد والمحافظات أزمة نقص البنزين المحسن نتيجة توقف استيراده من الخارج، وهو ما كشف عنه مصدر نفطي مطلع لشبكة شفق نيوز؛ إذ تعتمد السوق المحلية بشكل كبير على الاستيراد لتغطية الحاجات اليومية التي كانت تصل إلى 4000-5000 متر مكعب يومياً. وأوضح المصدر أن هناك مشاكل مالية ولوجستية أدت إلى تعثر التعاقدات الخارجية، ما أثر بشكل مباشر على توفير البنزين المحسن في العراق، متسبباً بأزمات زحام وندرة أمام محطات التزويد، خصوصاً مع عدم قدرة الطاقات المحلية على سد هذه الفجوة، والتي تتمثل في مصانع كربلاء، الدورة وزليجة. وهذه الحالة تُظهر هشاشة سلاسل التموين والتوريد، وتزيد من صعوبة توفير المواد الأساسية لمحطات الوقود.

إنتاج البنزين المحسن المحلي.. جهود غير كافية واحتياجات متزايدة

يتم معالجة جزء من البنزين المحسن محلياً في المصافي العراقية الرئيسية مثل كربلاء والدورة وزليجة قبل توزيعها على محطات الوقود، ولكن هذه الكميات أقل بكثير من الطلب، حيث لا تتجاوز تغطية الإنتاج المحلي نسبة 60% من استهلاك السوق. ووفقاً للخبير الاقتصادي حسن جاسم لشبكة شفق نيوز، فإن العراق يعاني من فجوة مزمنة في إنتاج المشتقات النفطية وعلى رأسها البنزين المحسن، رغم وجود مشاريع تطويرية مستمرة في بعض المصافي لتوسيع الطاقة الإنتاجية، إلا أن الاعتماد على الاستيراد ما زال مهيمنًا. ويوضح جاسم أن غياب المرونة في التوريد، مع تعثر العقود النفطية، والبيروقراطية في تنفيذ المشاريع، زاد من تأزم الوضع. كما دعا إلى تسريع إنجاز المشروعات وتأمين مخزون استراتيجي للوقود، مع منح القطاع الخاص دوراً في عملية الإنتاج والتوزيع لتعزيز الاستجابة للاحتياجات المتنامية.

مصفاة كربلاء وكركوك.. إنتاج محلي لا يغطي كامل الطلب على البنزين المحسن

على الرغم من دخول مصفاة كربلاء الحديثة حيز الخدمة مؤخراً، والتي تملك قدرة إنتاجية تصل إلى 8000-9000 متر مكعب يومياً من البنزين المحسن، إلا أن هذه الكمية لا تكفي لتغطية الطلب الوطني، خصوصاً مع توقف الاستيراد الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مصفاة كركوك بدأت إنتاجها التجريبي مؤخراً بطاقة متوقعة تبلغ 1600 متر مكعب يومياً. ولكن حتى مجموع هذه القدرات لا يغطي الاحتياجات المتزايدة للسوق العراقية. ويجدر ذكر أن العراق يعتمد بشكل جزئي على الاستيراد رغم امتلاكه لعدة مصافي رئيسية، مما يعرض البلاد لمخاطر انقطاع التوريد عند حدوث أي خلل في خطوط الاستيراد الدولية.

المصدر الطاقة الإنتاجية (متر مكعب يومياً)
مصفاة كربلاء 8000 – 9000
مصفاة كركوك (تجريبي) 1600
واردات خارجية (قبل التوقف) 4000 – 5000
  • أزمة الاستيراد أدت لتوقف إنتاج البنزين المحسن في بغداد والمحافظات
  • الكميات المحلية لا تلبي أكثر من 60% من الطلب الوطني على البنزين المحسن
  • تدخل القطاع الخاص يمكن أن يخفف من ضغط الأزمة على الإنتاج والتوزيع

وأخيراً، تظهر أزمة البنزين المحسن في العراق هشاشة منظومة الطاقة المحلية وتحديات الاعتماد الكبير على الاستيراد، وسط حاجات متزايدة تنذر بتأثيرات واسعة على القطاعات الحيوية مثل النقل والخدمات والإنتاج المحلي، إن لم يتم التغلب على أزمات التمويل والعقود البيروقراطية وتنفيذ المشاريع التكريرية بشكل أسرع وأكثر شفافية.