ارتفاع طفيف في سعر الذهب مع احتمال تسجيل خسائر أسبوعية.. ما السبب؟

الذهب يرتفع بشكل طفيف ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية في ظل ارتفاع الدولار وتأثير الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الجمعة، بينما يبدو أن المعدن الثمين يتجه لتسجيل خسائر أسبوعية بعد موجة من الضغوط التي فرضها ارتفاع الدولار الأميركي عقب فرض الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على عدد من الدول، في الوقت الذي تترقب الأسواق صدور تقرير الوظائف الأميركية لتحديد اتجاه السياسة النقدية المقبلة للفيدرالي.

تأثير ارتفاع الدولار والرسوم الجمركية على الذهب يرتفع بشكل طفيف ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية

تراجع الذهب بمقدار طفيف في العقود الآجلة بنسبة تقارب 0.2% مسجلاً 3343.4 دولار للأونصة، بينما شهد سعر التسليم الفوري للذهب ارتفاعًا ضعيفًا لا يتجاوز 0.1% ليصل إلى 3290.74 دولار للأونصة، ما يعكس حساسية المعدن للتقلبات في سوق العملات. وجاء هذا التذبذب بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار الذي زاد بأقل من 0.1% ليستقر بالقرب من أعلى مستوياته خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي جعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأجنبية وأثر بذلك على تحركات الأسعار.

وجدير بالذكر أن الإجراء التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب الخميس، والذي فرض من خلاله رسومًا جمركية “مضادة” تتراوح بين 10% و41% على واردات من عشرات الدول والمناطق، قد زاد من قوة الدولار وشكل عامل ضغط إضافي على أسعار الذهب، وهو ما يفسر جزئياً ميل السوق لتسجيل خسارة أسبوعية للذهب يرتفع بشكل طفيف ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية.

الترقب لتقرير الوظائف الأميركية وتأثيره على مسار أسعار الذهب يرتفع بشكل طفيف ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية

مع تحول الأنظار إلى صدور بيانات الوظائف الأميركية المنتظر نشرها اليوم، يرتبط مصير الذهب ارتباطًا وثيقًا بنتائج هذا التقرير نظراً لدوره البارز في تحديد سياسة سعر الفائدة التي يتبعها البنك المركزي الأميركي. بعد أن قرر الفيدرالي الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير في الأسابيع الماضية، ينتظر المستثمرون بيانات الوظائف للحصول على إشارات قد تستدعي تعديل الإجراء النقدي مستقبلاً. يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على الطلب على الذهب، الذي غالبًا ما يرتفع في بيئة أسعار فائدة منخفضة، لما يتمتع به من وضع كملاذ آمن لا يدر عوائد مالية، مما يعزز من مكانته وقت التقلبات الاقتصادية.

تأتي هذه المعطيات في وقت يسعى فيه المستثمرون لموازنة الاستثمارات وسط تقلبات الأسواق بسبب عوامل متعددة اقتصادية وسياسية.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في السوق الحالي يرتفع بشكل طفيف ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية

تتداخل عدة عوامل معًا لتحدد وجهة أسعار الذهب في السوق العالمي حالياً، ومنها:

• ارتفاع مؤشر الدولار الذي يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى
• الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي تؤثر على تدفقات التجارة العالمية والسوق المالية
• تقرير الوظائف الأميركية وتأثيره المتوقع على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة
• تذبذب العقود الآجلة وأسعار التسليم الفوري للذهب في ظل هذه المستجدات

توضح البيانات أن الذهب يرتبط عكسياً بالقوة الاقتصادية التي يعكسها مؤشر الدولار، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى ضغط نزولي على المعدن النفيس. ذُكر أدناه جدول يبين التغيرات في الأسعار خلال الجلسة الأخيرة:

يبقى الذهب في حالة ترقب عالية بانتظار ما ستسفر عنه الأوضاع الاقتصادية والسياسية، خاصة أن حالات ضعف أسعار الفائدة تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، فيما ستتحدد خطوات الفيدرالي المقبلة على ضوء تقرير الوظائف الأميركية المنتظر، ما قد يؤثر على اتجاهات أسعار الذهب خلال الفترات القادمة