تراجع جديد في نسبة الفقر بالعراق.. هل أثر في توزيع المحافظات؟

نسبة الفقر في العراق انخفاض وتفاوت بين المحافظات يشكل محور اهتمام وزارة التخطيط، حيث أكد رئيس الجهاز المركزي للإحصاء ضياء عواد أن نسبة الفقر شهدت انخفاضاً ملحوظاً منذ عام 2007 وحتى الآن، مع وجود اختلافات جوهرية بين المحافظات. تعتمد وزارة التخطيط في احتساب نسبة الفقر على مسوح متخصصة ومنهجيات علمية دقيقة بالتعاون مع منظمات دولية، ما يوفر بيانات موثوقة تساعد في ضبط السياسات وتحسين حياة المواطنين.

مؤشرات انخفاض نسبة الفقر في العراق وتفاوتها بين المحافظات

تُظهر الإحصائيات أن نسبة الفقر في العراق انخفضت من 23% عام 2007 إلى 17.5% حالياً، وهي النسبة المعروفة بالفقر المادي، بينما يختلف الفقر متعدد الأبعاد الذي يتضمن أبعاداً تشمل التعليم، الصحة، والسكن، حيث بلغ 11% حتى الآن؛ وهذا يوضح أن الفقر ليس مقصوراً على الدخل فقط، بل يمتد إلى الجوانب الاجتماعية والخدمية التي تؤثر على جودة الحياة.
يُبرز التفاوت بين المحافظات أهمية التوجه إلى معالجة الفقر بناءً على خصوصية كل محافظة، حيث تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن محافظتي المثنى وميسان تعانيان من نقص في قطاع التعليم، لذا تركز الجهود الحكومية وأصحاب القرار على دعم هذا الجانب الحيوي في تلك المناطق لتحسين الأوضاع.
من ناحية أخرى، تتمتع محافظات إقليم كردستان بمستوى أفضل نسبياً من حيث مؤشرات الفقر، لكنها تواجه تحديات في مجالات مثل التدبير الغذائي والصدمات التي قد تسببها التغيرات المناخية، ما يستدعي سياسات معالجة خاصة تراعي الأوضاع البيئية والمعيشية المتغيرة.

تقرير دليل الفقر متعدد الأبعاد ودوره في تشخيص الاحتياجات في المحافظات العراقية

أعلن وزير التخطيط محمد تميم خلال مؤتمر صحفي عن إطلاق تقرير “دليل الفقر متعدد الأبعاد الوطني” الذي أُعد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي يقوم على نتائج المسح الاجتماعي للأسر.
يساعد هذا التقرير على تحديد الحاجات الأساسية للمواطنين في مختلف المحافظات، ويظهر انخفاض نسبة الفقر من 11.3% إلى 10.8%، مع استمرار الاتجاه نحو الانخفاض التدريجي، مما يدعم جهود الحكومة في متابعة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية عبر سياسات مستندة إلى بيانات دقيقة.
كما كشف الوزير عن توجه الوزارة لإعداد دليل خاص بالفقر متعدد الأبعاد يركز على المرأة، بالإضافة إلى إعداد دليل جديد عن فقر الطفل بناءً على نتائج التعداد العام، ما يجعل العراق من الدول الرائدة عالمياً في إنتاج تقارير وطنية متخصصة تعكس الواقع الاجتماعي بدقة وتساهم في صنع القرار.

تأريخ الفقر في العراق وأهم المحطات الإحصائية لقياس نسبته وتوزيعه

يشير رئيس الفريق الفني وهيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، مهدي العلاق، إلى أن الحديث عن الفقر ومستوياته في العراق لم يكن متاحاً بشكل منتظم قبل عام 2003، إذ كانت البيانات محدودة وغير منظمة.
يُذكر أن دراسة صادرة عن المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قدرت نسبة الفقر في العراق بنحو 75% نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والعقوبات المفروضة في تلك الفترة، ما يعكس التحسن الكبير الذي تحقق في العقود التالية رغم التحديات.

• المسح الاجتماعي يستخدم منهجيات علمية دقيقة بالتعاون مع منظمات دولية
• الفقر متعدد الأبعاد يشمل التعليم، الصحة، السكن، والغذاء في بعض المحافظات
• تفاوت الفقر بين المحافظات يحكمه أولويات كل محافظة حسب بيانات دقيقة
• وزارة التخطيط تُصدر تقارير وطنية متخصصة تدعم صنع السياسات الاجتماعية

تتابع وزارة التخطيط، عبر الجهاز المركزي للإحصاء، مراقبة معدل الفقر وتنويع جهاتها في معالجة أبعاده المختلفة بين المحافظات، معتمدين على مؤشرات واضحة تخص كل جهة، من الصحة والتعليم إلى التدبير الغذائي، الأمر الذي يضمن وضع استراتيجيات متكاملة تراعي الظروف المحلية وتساهم في تحسين حياة جميع العراقيين بشكل تدريجي.