تحذير مهم من تأثيرات الهواتف الذكية على الأطفال في 2025.. ما الذي يجب معرفته الآن؟

استخدام الهواتف الذكية للأطفال دون سن 13 مرتبط بمخاطر صحية ونفسية كبيرة تهدد صحتهم الذهنية وسلوكهم الاجتماعي، حيث كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يبدأون استخدام الهواتف في سن مبكرة يعانون من انخفاض واضح في احترام الذات وأكثر عرضة لمشكلات النوم والعزلة الاجتماعية.

دراسة تثبت تأثير استخدام الهواتف الذكية للأطفال دون 13 على الصحة الذهنية

أجرت منظمة Sapien Labs غير الربحية دراسة شاملة نُشرت في مجلة Journal of the Human Development and Capabilities، ركزت على العلاقة بين مدة استخدام الهاتف الذكي في الطفولة وتراجع الصحة الذهنية في مرحلة الشباب، حيث شملت الدراسة بيانات نفسية لأكثر من 100 ألف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، واعتمد الباحثون على مؤشر الصحة الذهنية المرتكز على 47 وظيفة اجتماعية وعاطفية ومعرفية وجسدية، وبيّنت النتائج تراجع المؤشر بشكل ملحوظ كلما انخفض العمر الذي يبدأ فيه الطفل استخدام الهاتف الذكي، ففي حالة الأطفال الذين استلموا هواتفهم في سن الخامسة، سجلوا درجة منخفضة جدًا لا تتجاوز 1، مقابل درجة 30 للأطفال الذين حصلوا على الهاتف في سن 13، مما يؤكد وجود ارتباط سلبي قوي بين مبكر استخدام الهواتف الذكية وصحة الدماغ النفسية.

الفتيات في الدراسة أظهرن تأثرًا أكبر مقارنة بالذكور، إذ تم تصنيف 9.5% منهن ضمن فئة يعانين من مشكلات نفسية، مقابل 7% من الأولاد، وهذا كان مستقلًا عن الخلفية الاجتماعية أو مكان الإقامة، فضلاً عن أن الأطفال تحت سن 13 يظهرون مؤشرًا مرتفعًا لمشاكل النوم، وتعرضهم للتنمر الإلكتروني، إلى جانب تدهور العلاقات الأسرية، مما يبرز ضرورة مراقبة استخدام الهاتف للحد من هذه التأثيرات السلبية.

ضرورة تنظيم استخدام الهواتف الذكية للأطفال دون سن 13 ومحاولة حظرها

توصي الدراسة بقيادة الباحثة تارا ثياغاراجان بضرورة وضع قوانين صارمة تجعل من استخدام الهواتف الذكية للأطفال دون 13 عامًا أمرًا محدودًا، وتنظيم الاستخدام مثلما يتم تنظيم مبيعات الكحول والتبغ في كثير من البلدان؛ فذلك يساهم في الحد من المخاطر النفسية والاجتماعية المرتبطة باستخدام الأجهزة الذكية في هذا العمر. كما دعت تارا لفرض قيود إضافية على منصات التواصل الاجتماعي، واشتملت التوصيات على إدراج تعليم رقمي إلزامي ضمن المناهج المدرسية، بالإضافة إلى تحميل شركات التكنولوجيا المسؤولية الكاملة عن الأضرار النفسية التي قد تنتج عن منتجاتها تجاه الأطفال.

هذه التوصيات تأتي تزامنًا مع خطوات حقيقية في عدد من الدول الأوروبية التي بدأت بتفعيل حظر استخدام الهواتف في المدارس، حيث فرضت دول كفرنسا، هولندا، إيطاليا، ولوكسمبورغ حظرًا شاملاً على الهواتف خلال ساعات الدراسة، في حين أن دول أخرى مثل الدنمارك، قبرص، وبلغاريا تتجه نحو اتخاذ إجراءات تنظيمية مشابهة، مما يعكس توجهًا أوروبيًا واضحًا نحو التحكم في الاستخدام المفرط والضار للأجهزة الرقمية بين الأطفال.

التشريعات الأوروبية ودورها في حماية الأطفال من مخاطر الهواتف الذكية قبل سن 13

تتزامن الدعوات إلى حظر الهواتف الذكية على الأطفال دون سن 13 مع خطوات أكثر شمولًا نحو تنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين القُصّر، إذ تقترح فرنسا فرض حظر على من هم دون 15 عامًا، بينما قام الاتحاد الأوروبي بتبني تشريعات قوية تشمل قانون الخدمات الرقمية واللائحة العامة لحماية البيانات، بهدف حماية الأطفال من المحتوى الضار والاعتداءات الإلكترونية، ومنها ما يجرم إنتاج صور اعتداءات جنسية عبر الذكاء الاصطناعي واستغلال الأطفال جنسيًا عبر الإنترنت.

• حظر استخدام الهواتف خلال أوقات الدراسة في عدة دول أوروبية
• فرض قيود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي
• تشريعات أوروبية لحماية الأطفال من المحتوى الضار
• تجريم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت

يشدد الخبراء على ضرورة إعادة تعريف مفهوم “الطفولة الرقمية” ووضع أُطر تنظيمية واضحة تحمي الأطفال من العواقب النفسية والاجتماعية الناتجة عن المبالغة في استخدام الأجهزة الذكية في مرحلة النمو، مما يحمي الأجيال القادمة من تأثيرات سلبية قد تعيق تطورهم الصحي والاجتماعي.