كشف تفاصيل مبادرة عربية رفضها صدام حسين وأثرت على مصير العراق

كانت ستجنب العراق ويلات الحرب لو قبل صدام حسين المبادرة العربية التي قدمها له الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، تلك المبادرة التي جاءت بهدف تفادي الحرب الأميركية على العراق عام 2003، بحسب ما كشفه وزير الخارجية اليمني الأسبق أبو بكر القربي، الذي أكد أن صدام اعتبر أن العراق مستعد لدفع الثمن مهما كانت التداعيات.

تفاصيل مبادرة عربية لتجنب الحرب على العراق ورد صدام حسين

كشف أبو بكر القربي خلال مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” أن المبادرة العربية التي حملها إلى بغداد قبل أسابيع من الغزو كانت واضحة وموجهة لصدام حسين، حيث دعا الرئيس اليمني صالح النظام العراقي إلى الاستجابة لقرارات الأمم المتحدة، وعقد السلم مع المجتمع الدولي لتجنب اندلاع الحرب on العراق. لكن القربي بين أن صدام حسين رفض المبادرة، مفضلاً مواجهة العدوان رغم معرفته بالمخاطر المحدقة.

وأضاف القربي أن رسالة الرئيس صالح لصدام تضمنت جملة واضحة: “حافظ على العراق وتجنب العدوان”، إلا أن رد صدام كان أن هذه المعركة تمثل معركة الكرامة، وأن العراق سيتحمل مسؤولياته حتى النهاية، معتبراً المواجهة خياراً لا رجعة عنه.

محاولات يمنية متعددة لإقناع صدام حسين بتفادي الحرب على العراق

بعد الرفض الأولي للمبادرة، لم يتوقف اليمن عن محاولة إبعاد العراق عن نزيف الحرب، حيث أرسل الرئيس صالح عدة مبعوثين بهدف ثني القيادة العراقية عن قرار المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنه فشل في إقناع صدام حسين بأي تغيير في موقفه. وأوضح القربي أن هذه المحاولات كانت بمثابة جهود جادة، لكنها اصطدمت برفض صدام المتكرر، مما أسفر عن تأزم الأوضاع وتصاعد المواجهة.

كما عبّر القربي عن تأثير الإعدام العلني لصدام حسين خلال عيد الأضحى على المشاعر السياسية في اليمن، واصفاً هذا الحدث “بروح انتقام وحقد”، داعياً إلى احترام معايير المحاكمات العادلة والإنسانية بعيداً عن التصرفات التي تغذي العداوات السياسية والحقد.

أثر رفض صدام حسين للمبادرة العربية على مستقبل العراق والمنطقة

توضح الأسباب التي جعلت قرار صدام حسين رفض المبادرة العربية انعكاسات سلبية كبيرة على العراق والمنطقة، حيث يرى القربي أن القرار كان فردياً بحتاً، ولم يتم التشاور مع مؤسسات الدولة العراقية، مما أدى إلى تصعيد الأزمة وما نتج عنها من مأساة للحكومة والشعب العراقي.

يرى القربي أن العلاقة بين الرئيسين صالح وصدام كانت مبنية على تقارب قومي ومواقف مشتركة حيال قضايا إقليمية، لكن إصرار صدام حسين على تنفيذ قراره منفرداً بشأن الحرب خلق شرخاً عميقاً أفرز تبعات سياسية وعسكرية جسيمة.

  • مبادرة الرئيس صالح حملت دعوة للشراكة مع المجتمع الدولي لتجنب الحرب
  • صدام حسين تمسك بخيار المواجهة رغم المخاطر المعروفة
  • عدة محاولات يمنية لتغيير مسار أحداث العراق باءت بالفشل
  • إعدام صدام العلني أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية اليمنية
  • الوضع السياسي العراقي تفاقم بسبب اتخاذ القرار منفرداً دون مؤسسات الدولة

كل تلك الخطوات توضح أن رفض صدام حسين المبادرة العربية لتجنب الحرب كان نقطة تحول أودت بالعراق إلى أتون صراعات دامية، حيث كان من الممكن أن تسهم تلك المبادرة في تفادي نزاع مدمر لو تم قبولها، لكن إصرار القيادة العراقية على المواجهة حمل العراق والمنطقة تداعيات لا تزال آثارها محسوسة حتى اليوم.