الإفتاء توضح الرأي الشرعي بشأن فتوى الحشيش بعد رد سعاد صالح

الحشيش هل هو محرّم شرعًا؟ تصريح الدكتورة سعاد صالح وأثره على الجدل الديني والإعلامي

أثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلاً واسعًا عندما أكدت خلال لقاء تلفزيوني أن الحشيش لا يوجد نص شرعي مباشر يحرم تعاطيه، معتبرة أن تأثيره لا يصل إلى حد إذهاب العقل كما هو الحال مع الخمر. هذا الرأي أطلق نقاشات عميقة في الأوساط الدينية والإعلامية حول مدى تحريم الحشيش في الشريعة الإسلامية وأثره على المجتمع.

تحليل تحريم الحشيش من منظور الفقه الإسلامي والكلمة المفتاحية “الحشيش هل هو محرّم شرعًا؟”

تدّعي الدكتورة سعاد صالح أن الحشيش ليست من المحرمات الشرعية طبقًا للنصوص المباشرة، مستندة إلى أن أثر الحشيش لا يصل لدرجة إخلال العقل بشكل كامل كما الخمر المسكرة، وبالتالي لا يلزم تحريمه بشكل مباشر، إلا في حال وصوله لإذهاب العقل كما يحدث مع المسكرات الأخرى. وأوضحت أنه لا نص شرعي يحرم الحشيش بذاته، وإنما تحكم عليه الشريعة إذا أدّى إلى فقدان العقل. لكن هذه الفتوى قوبلت برفض حاد من عدة جهات دينية وإعلامية، خصوصًا وزارة الأوقاف المصرية التي نفت هذا الرأي معتبرة أن كل ما يذهب العقل باطل ولا يجوز، قائلة: هل يجب أن يغيب الوعي تمامًا حتى نصنف شيئًا كحرام؟ معتبرة أن الحشيش ليس مادة “خفيفة” فحسب، بل له تأثيرات مدمرة على الإدراك وتوازن الجهاز العصبي تكاد تكون أشد خطورة من غيره.

الأضرار الصحية والاجتماعية للحشيش ودليل تحريم الحشيش هل هو محرّم شرعًا؟

الحشيش مادة تسبب اضطراب الإدراك والهلاوس، وتؤدي لخلل في التوازن العصبي، تليف الرئة، ضمور خلايا المخ، وتعطيل التركيز، وهي أخطار صحية جسيمة لا يمكن تجاهلها. وقد شنت الدولة معركة شاملة ومكافحة قوية ضد تعاطي هذه المواد، في ظل ترويج بعض التصريحات التي توحي بعدم تحريم الحشيش، الأمر الذي يلبس الباطل ثوب الدين ويهدد جهود مكافحة الإدمان على المستوى القومي. وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الحشيش وغيره من المخدرات محرّم شرعًا، لا فقط لأن تأثيرها يُذهب العقل، بل لأنها تدمّر الجسد وتفسد النفس وتحطّم المجتمع، مستشهدة بقول الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وحديث النبي ﷺ: “كل مسكر خمر، وكل خمر حرام” [رواه مسلم]، ما يؤكد تحريم كل ما يُضيع العقل، سواء أكان حشيشًا أو غيره.

الموقف الرسمي من تحريم الحشيش والدور التوعوي لكلمة “الحشيش هل هو محرّم شرعًا؟”

أكد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أن الحشيش ليس مادة خفيفة كما يروج البعض، بل يؤثر بشكل خطير على إدراك المسافات والزمن، كما يضعف التركيز ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث المرورية إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالسائقين غير المتعاطين. وأظهرت إحصاءات الصندوق أن أكثر من 50% من راغبي العلاج من الإدمان عبر الخط الساخن 16023 يتعاطون الحشيش، ما يدل على خطورته وتأثيره السلبي على الصحة النفسية والجسدية. كما أوضح الصندوق أن مخدر الحشيش يسبب تأثيرات متعددة تشمل الهلاوس، اضطرابات القلق، فقدان الشهية، ضعف القدرة الجنسية، واضطراب السلوك، إلى جانب أضرار صحية كالإصابة بالربو وضمور خلايا المخ. وفي سياق التصدي للتصريحات التي تسمح بتعاطي الحشيش، يعمل الصندوق بالتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على مراقبة وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لمنع انتشار مثل هذه الأفكار التي تعرقل خطة الدولة الوطنية لمكافحة المخدرات.

  • الحشيش مادة تؤثر على الإدراك بشكل خطير وتسبب الهلاوس
  • تليّف الرئة وضمور خلايا المخ من نتائج تعاطي الحشيش
  • يزيد من احتمال الحوادث المرورية بثلاثة أضعاف
  • أكثر من 50% من طالبي العلاج من الإدمان مدمنون على الحشيش
  • مخالف لتعاليم الشريعة ودله النصوص الشرعية تحريم كل مسكر
التأثيرات الصحية للحشيش المظاهر السلوكية والنفسية
تليف الرئة، ضمور خلايا المخ، الإصابة بالربو الاكتئاب، القلق، اضطرابات السلوك، ضعف التركيز
انخفاض ضغط الدم، احمرار العين المستمر فقدان الشهية، ضعف القدرة الجنسية، الهلاوس

لقد أصبحت كلمة “الحشيش هل هو محرّم شرعًا؟” محورية في النقاش الحالي الذي لا يقتصر فقط على جانب ديني، بل يمتد ليمس صحة المجتمع وسلامة الأفراد. وهناك نداء صادق لكل أسرة وشاب أن يتعاملوا بحذر مع المعلومات التي تتناول هذا الموضوع، فلا تجعلوا فتوى غير محسوبة تفسد مفاهيم الحلال والحرام وتسهل طريق الضياع. ديننا الحنيف يحمي الحضارة والعقول، ويؤكد على الوقاية من كل ما يُهدد سلامة المجتمع. فهو ليس مجرد نقاش نظري، بل معركة حقيقية تحارب المواد الضارة التي قد تؤدي إلى تدمير الأسرة والمجتمع، ومعركة يجب أن يستمر الجميع في خوضها بكل وعي ومسؤولية. اللهم اجعل حمايتنا لأبنائنا من مخاطر الإدمان مسؤولية نتحملها جميعًا ونرتقي بها إلى مستوى التحديات الحالية.