بروس ويليس.. تفاصيل رحلته من نجومية هوليوود إلى صمت مرض الخرف الجبهي الصدغي

بروس ويليس والحالة الصحية للخرف الجبهي الصدغي تشكل رحلة مؤثرة من أضواء الشهرة إلى تحديات المرض؛ فقد عرف بروس ويليس بكونه نجمًا بارزًا في هوليوود لأدواره القوية في أفلام الأكشن والدراما، لكنه اضطر مؤخرًا للتراجع بعد تشخيص إصابته بالخرف الجبهي الصدغي، الذي أثر بشكل كبير على حياته الشخصية والفنية، ليكشف بذلك وجهًا إنسانيًا صادقًا وراء أيام المجد في هوليوود.

بروس ويليس ومسيرته الفنية الممتدة وأثر الخرف الجبهي الصدغي

بروس ويليس، المعروف باسمه الكامل والتر بروس ويليس، وُلد في 19 مارس 1955 في إيدار-أوبرشتاين بألمانيا الغربية لعائلة ذات أصول أمريكية وألمانية، وانتقل طفلاً مع أسرته إلى نيوجيرسي في الولايات المتحدة، حيث بدأ شغفه بالتمثيل عبر المسرح أثناء دراسته في كلية مونتكلير الحكومية، ثم انتقل إلى نيويورك لانطلاق مسيرته الفنية. تألق بروس ويليس بداية من ثمانينات القرن العشرين، وخاصة مع دوره في مسلسل “Moonlighting”، ثم تحول إلى نجم هوليوود العالمي بدوره الأشهر “جون ماكلين” في سلسلة أفلام الأكشن “Die Hard” عام 1988، إضافة لأدواره المميزة في أفلام مثل “Pulp Fiction” و”The Sixth Sense” و”Unbreakable” و”Looper”، حيث ترك بصمة لا تمحى من خلال أكثر من 100 فيلم جمع بينها ملايين الدولارات في شباك التذاكر، مما جعله أحد أبرز نجوم هوليوود في التاريخ الحديث.

جوائز بروس ويليس وتفاصيل تدهور حالته الصحية بالخرف الجبهي الصدغي

نال بروس ويليس خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز التي تعكس موهبته الاستثنائية، منها جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في مسلسل كوميدي، بجانب جائزتي إيمي عن أدواره التلفزيونية، كما كُرمت بصمته في ممشى المشاهير بهوليوود، لما قدمه من تأثير ملموس في الفن السينمائي. ولكن، في عام 2022، صدم محبوه بإعلان عائلته اعتزاله التمثيل بعد معاناته مع الحُبسة الكلامية (Aphasia)، وهي حالة تعيق التحدث والتواصل، وتطورت حالته في 2023 لتشخيص الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal Dementia – FTD)، وهو اضطراب عصبي نادر يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة والسلوك والحركة، مما جعل بروس يعاني من فقدان القدرة على الكلام والقراءة والمشي بسهولة، إلى جانب تراجع ذاكرته السينمائية وغياب تذكره لماضيه المهني وأعماله الفنية العظيمة.

رعاية ودعم بروس ويليس في مواجهة الخرف الجبهي الصدغي ورسالة إنسانية

يعيش بروس ويليس حاليًا تحت رعاية عائلته، التي تقف إلى جانبه بشكل كامل، وعلى رأسهم زوجته الحالية إيما هيمنغ ويليس وزوجته السابقة ديمي مور، اللتان تسهمان في دعم حملات التوعية حول الخرف الجبهي الصدغي، مسلطتين الضوء على الجوانب الإنسانية وراء هذه الحالة العصبية الصعبة. وهنا نُشير إلى أهم تأثيرات هذا المرض على المريض:

• فقدان القدرة على استخدام اللغة بشكل صحيح.
• تغييرات ملحوظة في السلوك والشخصية.
• ضعف التحكم في الحركة والتنقل.

هذه الجوانب تؤكد حجم التحدي الذي يواجهه نجم هوليوود الشهير، الذي رغم فقدانه للذاكرة الفنية إلا أن إرثه السينمائي يظل محفورًا في وجدان الملايين حول العالم مباشرة في الصفحات المضيئة من تاريخ السينما.

يبقى بروس ويليس مثالًا حيًا على مدى تعقيد العلاقة بين المجد الفني والتحديات الصحية، حيث تتقاطع قصة نجاحه وعظمة فنه مع مسؤولية الأهل نحو الدعم والرعاية في مواجهة الخرف الجبهي الصدغي، لتصبح قصته أكثر من مجرد حكاية نجم؛ بل درسًا إنسانيًا عميقًا يلمس قلوب الجميع.