تراجع جديد في نسب النجاح بالثانوية العامة.. والأدبي يسجل أدنى معدل منذ العام الماضي، فكم بلغت النسبة؟

نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024 شهدت انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالعام الدراسي الماضي، حيث بلغت نسبة النجاح في النظام الحديث 79.2٪ مقابل 72.7٪ في النظام القديم، مع تسجيل تراجع حوالي 2٪ عن نسبة النجاح السابقة التي وصلت إلى 81.3٪. هذه النسب تعكس تحديات وأحداثًا هامة في منظومة التعليم الثانوي التي تستحق الوقوف عندها وتحليل أسبابها بدقة.

تحليل أسباب انخفاض نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024

نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024 جاءت لتؤكد التوقعات السابقة التي أشار إليها الخبير التعليمي تامر شوقي بشأن تراجع نسب النجاح، وهو ما يرجع إلى عدة عوامل متغيرة من عام دراسي إلى آخر، أبرزها اختلاف مستوى صعوبة الامتحانات وعدم وجود بنك أسئلة متكامل يضمن توازن مستوى الصعوبة عبر السنوات. وبيّن “شوقي” في حديثه لـ«المصري اليوم» أن تعدد مستويات الطلاب المشاركين في الامتحانات من عام إلى آخر يؤثر بشكل مباشر على النتائج النهائية، مما ينعكس سلبًا على نسب النجاح الكلية. ويمكن ملاحظة ذلك واضحًا من خلال التباين الملحوظ في أداء الأقسام المختلفة للثانوية العامة.

تباين نسب النجاح في الأقسام المختلفة ودوره في نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024

أظهرت نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024 تباينًا جليًا في نسب النجاح بين الأقسام، حيث انخفضت نسبة النجاح في القسم الأدبي من 80.27٪ في العام الدراسي 2023-2024 إلى 73٪ هذا العام، مسجلة انخفاضًا يقارب 7٪. وأوضح “شوقي” أن هذا التراجع يعود جزئيًا إلى إدراج مواد جديدة مثل الإحصاء التي لم تحظَ بقبول الطلاب، بالإضافة إلى إلغاء مواد مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والمنطق التي كانت تلبي احتياجات الطلاب بشكل أفضل. أما الأقسام العلمية فقد شهدت انخفاضًا طفيفًا لا يتجاوز 1٪، حيث بلغت نسبة النجاح في شعبة الرياضيات 85.8٪ مقابل 86.36٪، وفي شعبة العلوم 79.6٪ مقابل 80.64٪ العام الماضي. وعلى الرغم من تقليل عدد المواد، أوضح “شوقي” أن تغير توزيع الدرجات واحتساب اللغة الأجنبية خارج المجموع شكل تحديات جديدة أثرت على النسب النهائية.

التغييرات المنتظرة في نظام الثانوية العامة وتأثيرها على نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، ستشهد المرحلة الثانوية تحولات كبيرة في النظام، حيث يمكن للطالب اختيار بين النظام الحالي أو نظام البكالوريا الذي أقره البرلمان حديثًا كخيار اختياري ضمن تعديلات قانون التعليم الجديد؛ وهذا سينعكس بلا شك على نتائج الامتحانات المستقبلية. ينقسم منهج الصف الأول الثانوي إلى سبع مواد أساسية تضم: التربية الدينية، اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، العلوم المتكاملة، الفلسفة والمنطق، التاريخ، بالإضافة إلى مادتين خارج المجموع هما اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب. أما الصف الثاني الثانوي فيتضمن دراسة أربع مواد أساسية، مع حرية اختيار المسارات التالية:

• مسار الطب وعلوم الحياة: بين الرياضيات أو الفيزياء
• مسار الهندسة وعلوم الحاسب: اختيار بين الكيمياء أو البرمجة
• مسار الأعمال: اختيار بين المحاسبة أو إدارة الأعمال
• مسار الآداب والفنون: اختيار بين علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية

وتُعتبر مادة التربية الدينية أساسية في كافة التخصصات ضمن نظام البكالوريا المصرية، إلى جانب المواد التخصصية التي تنقسم كالآتي: الطب وعلوم الحياة تشمل الأحياء والكيمياء بمستوى رفيع، الهندسة وعلوم الحاسب تشمل الرياضيات والفيزياء، الأعمال تغطي الاقتصاد والرياضيات، والآداب والفنون تشمل الجغرافيا والإحصاء بمستوى رفيع، مما يرفع من جودة التعليم ويزيد من تخصصية المناهج.

شهدت السنوات الخمس الماضية تقلبات ملحوظة في نسب النجاح، حيث كان العام الدراسي 2020-2021 الأدنى بنسبة 73.6٪، تلاه ارتفاع تدريجي حتى 78.8٪ في 2022-2023 نتيجة تطبيق النظام الإلكتروني الشامل الذي يقضي على ظاهرة تسريب الامتحانات بشكل كبير، ومع استمرار التطوير في النظام والذي يظهر واضحًا في نتيجة الدور الأولى لامتحانات الثانوية العامة 2024 تبرز ضرورة دعم الطلاب والارتقاء بأدوات التقييم لضمان العدالة والجودة في النتائج التعليمية بوجه عام.