كمال درويش يحذر: إدارة الاحتراف لا تتحقق بعقلية الهواة والمتطوعين، فما الحل؟

الاحتراف في كرة القدم لا يمكن إدارته بعقلية الهواة والمتطوعين، هذه هي النقطة التي يؤكدها الدكتور كمال درويش، عضو لجنة الحكماء باللجنة الأولمبية المصرية، مشيرًا إلى أن كرة القدم المحترفة أصبحت مهنة قائمة على أسس علمية واستثمارية، وليس مجرد نشاط ترفيهي أو هواية كما كان يُعتقد سابقًا.

ضرورة تغيير عقلية إدارة الاحتراف في كرة القدم

يرى كمال درويش أن إدارة كرة القدم الاحترافية لا يجوز أن تستمر بعقلية الهواة أو المتطوعين، لأن اللعبة الآن تحتاج إلى إدارة محترفة تدرك حجم الجهد والموارد التي تُصرف لإعداد اللاعب المحترف، الذي هو في ذات الوقت مشروع اقتصادي واستثماري بامتياز. الهواة والمتطوعون، بحسب درويش، غالبًا ما يفتقرون إلى الرؤية المهنية اللازمة والمطلوبة لإدارة هذه العملية بشكل صحيح، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي شهدتها كرة القدم عالميًا ومحليًا.

تاريخ الاحتراف في كرة القدم المصرية وتحدياته الإدارية

دخول الاحتراف كرة القدم المصرية رسميًا عام 1991 على يد الكابتن محمود الجوهري، شكل نقطة تحول جوهرية في مسيرة اللعبة، حيث بدأت الأندية بتوقيع عقود احترافية مع لاعبين مميزين، وتوسعت التجربة تدريجيًا لتشمل عددًا أكبر من اللاعبين. ومع ذلك، يعاني الاحتراف من تحديات متعلقة بإدارة اللعبة بمنطق الهواية، ما يؤدي إلى ضعف الأداء التنظيمي والاستثماري لرياضة تحتاج إلى إدارة متخصصة ومؤسساتية قادرة على تطوير البنية التحتية والمواهب الرياضية.

اللاعب المحترف كعنصر استثماري وأهمية تحويل الاتحادات إلى كيانات احترافية

حسب كمال درويش، اللاعب المحترف اليوم لم يعد مجرد لاعب يمارس كرة القدم، بل هو عنصر استثماري حقيقي قد يتحول إلى مليونير يمتلك ناديًا أو يساهم في تطوير اللعبة على مختلف المستويات. هذا التطور يتطلب أن تتحول الاتحادات الرياضية نفسها إلى كيانات احترافية تحاكي واقع السوق الرياضي والعالمي داخليًا وخارجيًا.

  • توفير برامج تأهيلية منهجية لتطوير اللاعبين من الصغر في “الحضانات الرياضية”
  • إبرام عقود احترافية واضحة ومباشرة تضمن حقوق الطرفين
  • إنشاء بنى إدارية مؤسسية تدير اللعبة بهدف تحقيق رؤية استثمارية وتنموية

تُظهر هذه الرؤية أن الاحتراف أصبح صناعة متكاملة لا يمكن أن يستمر بشكل ناجح إلا إذا تم إدارته بعقلية وإمكانيات المحترفين، بعيدًا عن عقلية المتطوعين والهواة، التي تفتقر إلى الفهم الكامل لطبيعة ومتطلبات اللعبة الحديثة. وهذا التحول يعتبر الخطوة الأساسية نحو تطوير كرة القدم في مصر لتتماشى مع المعايير الدولية، وتحقق النمو الرياضي والاستثماري المستدام.