جهاز صغير لتنظيم ضربات القلب يذوب داخل الجسم دون الحاجة إلى جراحة

جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن يمثل ثورة طبية حقيقية في علاج اضطرابات إيقاع القلب، إذ يمكن حقنه مباشرة داخل القلب دون الحاجة إلى إجراء جراحي معقد؛ مما يقلل من المضاعفات المرتبطة بالأجهزة التقليدية ويفتح أفقًا جديدًا لرعاية المرضى بعد العمليات القلبية، لا سيما الأطفال حديثي الولادة.

مزايا جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن وفوائده الطبية

طور فريق بحثي في جامعة نورث وسترن الأمريكية جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن بحجم أصغر من حبة أرز، متميزًا بخاصية إذابته داخل الجسم تدريجيًا بعد الانتهاء من وظيفته، دون الحاجة إلى إزالة جراحية، وهو ما يحد بشكل كبير من مخاطر التعقيدات الشائعة في الأجهزة التقليدية مثل العدوى والجلطات الدموية. يعتمد الجهاز على تفاعل كيميائي بين معدنين داخله يولد طاقة كافية لتنظيم ضربات القلب، مع التحكم الخارجي عبر قرص صغير يثبت على الجلد فوق القلب، يرسل نبضات ضوئية بالأشعة تحت الحمراء عند رصد أي اضطراب في الإيقاع، مما يضمن استجابة سريعة وفعالة.

أهمية جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن للأطفال وتحسين رعاية القلب

استُلهم هذا الابتكار من الحاجة الماسة إلى حل مؤقت وآمن لمراقبة قلوب الأطفال الذين خضعوا لجراحات قلبية ناجحة، خاصة في فترة التعافي التي تشكل تحديًا كبيرًا بسبب مخاطر إدخال أو إزالة الأجهزة التقليدية. يولد في المملكة المتحدة أكثر من 6,000 طفل سنويًا بعيوب خلقية في القلب تتطلب عمليات جراحية، وبعدها يحتاجون إلى منظم ضربات مؤقت لتحسين التعافي، ويحل جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن محل العمليات الجراحية المعقدة، مانحًا فرصة لتقليل مضاعفات ما بعد الجراحة مثل التلوث وتكون الأنسجة الندبية. تُظهر الدراسات أن الجهاز يذوب خلال أسابيع أو أشهر بحسب الحاجة، وهي فترة قيد الدراسة لضمان أفضل النتائج.

تجارب الجهاز الجديد وآفاق استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن مستقبلًا

أظهرت التجارب الحيوانية المنشورة في مجلة نيتشر العلمية كفاءة عالية لجهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن في تصحيح اضطرابات القلب بسرعة وفعالية، مما يمهد الطريق لبدء التجارب السريرية على البشر خلال السنتين إلى الثلاث سنوات القادمة حسب تصريح قائد فريق البحث البروفيسور جون روجرز، أستاذ علوم وهندسة المواد، الذي أكد أن الجهاز يعد أصغر منظم ضربات قلب حاليًا. وقد أشار إلى إمكانية حقن عدة أجهزة صغيرة في مناطق مختلفة من القلب بدلًا من اعتماد الأقطاب الكهربائية التقليدية في موقع واحد، مما سيرفع دقّة مراقبة النشاط الكهربائي ويتيح تحديد العلاج الأمثل لكل حالة.

• حجم الجهاز الصغير جدًا مقارنة بالأجهزة التقليدية
• القدرة على حقنه مباشرة في القلب بدون جراحة
• ذا يذوب تدريجيًا ولا يتطلب إزالة
• عدم وجود أسلاك أو بطارية داخل الجهاز
• التحكم الخارجي عبر قرص صغير يُثبت على الجلد

عبر خبراء القلب والجراحة في بريطانيا عن إعجابهم بهذا الابتكار، مؤكدين أنه قد يُحدث تحولًا جذريًا في مراقبة وعلاج اضطرابات ضربات القلب، خاصة عند الأطفال، حيث يقلل بشكل ملحوظ من الحاجة إلى التدخلات الجراحية المعقدة، ويحد من مخاطر العدوى والتعقيدات المرتبطة بها.

يمثل جهاز تنظيم ضربات القلب الصغير القابل للحقن نقلة نوعية في مجال الأجهزة الطبية القلبية، حيث يدمج بين الكفاءة، الأمان، وسهولة الاستخدام، مع إمكانية توسيع مجالاته مستقبلاً لمراقبة دقيقة ومتعددة المواقع لنشاط القلب الكهربائي، وهذا بحد ذاته يعزز من فرص تقديم علاج شخصي وموجه بدقة عالية لكل مريض.