تفاصيل مهمة من اجتماع عمّان.. دمج “قسد” بالجيش السوري كفيلق مستقل وإدارة مشتركة

قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية توافقان على دمج “قسد” بالجيش السوري كفيلق مستقل وإدارة مشتركة، في خطوة رسمية تمّ التوافق عليها خلال اجتماع عمّان الذي جمع أطرافاً محلية ودولية لمناقشة مستقبل شمال وشرق سوريا، لما يشكله من تحوّل مهم في بنية العلاقة بين “قسد” والحكومة السورية مع إدارة مشتركة للمعابر الحدودية والمرافق الحيوية.

تفاصيل اجتماع عمّان ودور قوات سوريا الديمقراطية في الاندماج بالجيش السوري كفيلق مستقل

انطلقت فعاليات اجتماع عمّان، الذي عُقد في العاصمة الأردنية، بمشاركة الحكومة السورية، وقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، إلى جانب السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس براك، حيث شكل هذا الاجتماع منصة حوارية مهمة تناولت مستقبل شمال وشرق سوريا بعد سنوات من التوتر والصراع، حين أكدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها للاندماج ضمن الجيش السوري كفيلق مستقل. هذا الاجراء يعكس خطوة ملموسة نحو توحيد الفصائل العسكرية ضمن الإطار الرسمي للدولة السورية، مع الإشارة إلى أن “قسد” طالبت بالحفاظ على تواجدها في المناطق التي تسيطر عليها حالياً، مع الاتفاق على إدارة مشتركة للسدود والمعابر الحدودية، كتعبير عن رغبة واضحة في التعاون المشترك ضمن إدارة مركزية موحدة.

إدارة مشتركة للمعابر وسد تشرين.. توجّه جديد لتقارب “قسد” والجيش السوري

تم الاتفاق خلال اجتماع عمّان على إنشاء إدارة مشتركة للمعابر الحدودية بين شمال وشرق سوريا ومحيطها، وهي خطوة مهمة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المعنية، إضافة إلى توافق الأطراف على إدارة سد تشرين الواقع في محافظة حلب بشكل مشترك، ما يؤكد حرص الجميع على تنسيق القرارات المتعلقة بالمرافق الحيوية التي تؤثر على حياة السكان والاقتصاد السوري بشكل عام؛ لكن النقاش حول ملفات مهمة مثل السجون وحقول النفط تأجل إلى وقت لاحق، مع توقع انعقاد اجتماع جديد في باريس يضم أطرافاً دولية بينها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وقائد “قسد” مظلوم عبدي، لتثبيت مخرجات عمّان ووضع جدول زمني واضح لتنفيذ الاتفاقات.

التفاهمات السياسية ودعم المجتمع الدولي لمسار دمج “قسد” ضمن الجيش السوري

عبّر المبعوث الأمريكي توماس براك عن أهمية التفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية بوصفه الطريق الوحيد أمام “قسد” لضمان مستقبل مستقر للسير نحو إعادة الإعمار وتنمية المناطق التي تضررت جراء النزاع؛ مشيراً إلى دعم المجتمع الدولي لسوريا في تجاوز أزمتها الاقتصادية عبر رفع العقوبات وإعطاء البلاد فرصة جديدة للبناء، وفق رؤية الرئيس الأمريكي السابق؛ كما أكّد على ضرورة وجود دستور موحد يضمن تمثيل الجميع في البرلمان، ورفض أي تفريق سياسي أو عرقي قد يهدد وحدة الدولة. وفي إطار الاتفاق الذي وقع بين مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، نصت البنود على ضمان المشاركة السياسية والتمثيل العادل لكل السوريين، مع الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، وقف النار، ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية تحت مظلة الدولة، بالإضافة إلى عودة اللاجئين والمهجرين مع توفير الحماية، ومكافحة بقايا النظام السابق، ورفض كافة أشكال الدعوات للتقسيم والتحريض، مع تشكيل لجان تنفيذية لتطبيق البنود قبل نهاية العام.

• اتفاق على إدارة مشتركة للمعابر الحدودية وسد تشرين
• استعداد “قسد” لدمجها في الجيش السوري كفيلق مستقل مع الحفاظ على مناطق سيطرتها
• تأجيل مناقشة ملفات السجون وحقول النفط لجلسة لاحقة في باريس
• دعوة لدستور موحد يضمن التمثيل العادل لكل أطياف المجتمع السوري
• التأكيد على عودة المهجرين وحماية حقوقهم والابتعاد عن خطاب الكراهية

هذا المسعى الذي شهد تفاصيل دقيقة خلال اجتماع عمّان يمثّل مرحلة مفصلية نحو تقارب جديد بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري في إطار دولة موحدة، على الرغم من غياب جدول زمني محدد حتى الآن لعملية الاندماج، فيما يظل الحل السياسي والإداري قائماً على أساس إدارة مشتركة واضعة في الاعتبار مقتضيات الطرفين والمجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب أي تطورات قد تؤثر على الاستقرار السوري في المستقبل القريب.