كيف أثرت توقعات سعر الفائدة الأمريكي على ارتفاع سعر الفضة؟ تعرف على التفاصيل الآن

كيف كانت توقعات سعر الفائدة الأمريكي وراء ارتفاع سعر الفضة؟ يشهد سوق الفضة ارتفاعًا لافتًا خلال الأشهر الماضية، حيث وصلت الأسعار لمستويات غير مسبوقة منذ عام 2011، مدعومة بزيادة الإقبال على الاستثمار والبحث عن الملاذات الآمنة في ظل تقلبات السوق العالمية، ويُرجع الخبراء هذا الاتجاه إلى توقعات تثبيت سعر الفائدة الأمريكي وتأثير ذلك على معنويات المستثمرين نحو المعادن النفيسة.

علاقة توقعات سعر الفائدة الأمريكي بارتفاع سعر الفضة محليًا وعالميًا

ارتفعت أسعار الفضة بشكل ملحوظ في السوق المحلي، حيث زاد سعر جرام الفضة عيار 800 بمقدار جنيه واحد ليصل إلى 54 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 999 نحو 67 جنيهًا، وعيار 925 نحو 62 جنيهًا، كما سجل جنيه الفضة (عيار 925) مستوى 496 جنيهًا، وهذا يعكس تحسّن الطلب على المعدن داخل مصر.

على الصعيد العالمي، شهدت أوقية الفضة ارتفاعًا يقارب دولارًا واحدًا لتصل إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى للأسعار منذ أكثر من 13 عامًا، ما شكل مكاسب إجمالية بقيمة تقارب 37% منذ بداية عام 2025. جاءت هذه القفزة انعكاسًا مباشرًا لتوقعات تثبيت سعر الفائدة الأمريكية خلال اجتماع الفيدرالي المرتقب، حيث يميل المستثمرون للتحوّل إلى المعادن النفيسة كوسيلة للتحوّط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة.

توقعات سعر الفائدة الأمريكي وتأثيرها على العلاقة بين سعر الفضة والذهب

تأثرت أيضًا نسبة الذهب إلى الفضة بشكل إيجابي بحسب تقرير مركز «الملاذ الآمن» الذي سجّل انخفاض النسبة من 87.32 إلى 87.16، ما يعني تفضيل نسبي لأداء الفضة مقارنة بالذهب في ظل توقعات سعر الفائدة الأمريكي الحالية. وهذا يعد مؤشرًا على تحوّل المستثمرين نحو الفضة باعتبارها ملجأ آمن وأكثر قدرة على النمو في تلك الفترة.

وفي السوق المحلية، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 32% منذ بداية 2025 مع زيادة بواقع 13 جنيهًا لعيار 800 الذي بدأ عامه عند 41 جنيهًا، فيما قفزت الأوقية عالميًا بنسبة 37% من 29 دولارًا إلى 39.73 دولارًا، متجاوزة أداء معظم المعادن الثمينة، ويعكس ذلك أثر توقعات سعر الفائدة الأمريكي على تعزيز الطلب والاستثمار في الفضة.

العوامل الداعمة لتوقعات سعر الفائدة الأمريكي واستمرار ارتفاع سعر الفضة

تعددت العوامل التي عززت التوقعات الإيجابية لسعر الفضة المرتبطة بسعر الفائدة الأمريكي، منها انخفاض العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.42% وأجل عامين إلى 3.87%، مما زاد من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل المعادن الثمينة؛ ووفقًا لتوقعات بنك «سيتي»، من المتوقع أن يصل سعر الفضة إلى 40 دولارًا خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، مع احتمال تخطي حاجز 46 دولارًا بحلول الربع الثالث من عام 2025، نظرًا لزيادة الطلب الصناعي وانخفاض المعروض العالمي.

• اضطراب سلاسل التوريد الذي أثر على توفر الفضة
• تزايد الطلب الصناعي في قطاعات الطاقة الشمسية والتكنولوجيا
• انخفاض تقييم الفضة مقارنة بالذهب ومسار قادم لارتفاع السعر

يُشير تقرير مركز «الملاذ الآمن» إلى أن نسبة الذهب إلى الفضة البالغة 87.3 حاليًا قد تنخفض إلى متوسطها التاريخي 53، وهو ما يعني إمكانية ارتفاع سعر الفضة إلى أكثر من 63 دولارًا للأوقية، مما يفتح الباب أمام مكاسب مستقبلية كبيرة. ومن منظور التاريخ، تبلغ ذروة سعر الفضة المعدّلة بالقيمة الحالية نحو 197 دولارًا في ذروة عام 1980، و71 دولارًا خلال قمة 2011، مما يدل على أن الأسعار الحالية بين 38 و39 دولارًا لا تزال منخفضة نسبيًا وتوفر فرصة مناسِبة لمزيد من الصعود في الفترة القادمة.

كان تأثير توقعات سعر الفائدة الأمريكي وراء الارتفاع الملحوظ لسعر الفضة واضحًا عبر تحسن شهية المستثمرين نحو المعادن النفيسة وتنامي الطلب الصناعي وسط تقلص المعروض، ومع استمرار هذه الديناميات، تبدو الفضة مرشحة للحفاظ على مكاسبها وربما تجاوزها في المستقبل القريب.