أسعار منتجات شاومي اليوم تكشف تفوقها على آبل في مجالات متعددة

شاومي ودورها الرائد في سوق السيارات الكهربائية: النجاح والتحديات

تتصدر شاومي المشهد العالمي في قطاع السيارات الكهربائية بخطواتٍ متسارعة أثبتت قدرة الشركة على تحويل التحديات إلى فرص، حيث استطاعت خلال 15 شهراً وضع أكثر من 300 ألف سيارة كهربائية على الطرقات الصينية، مع قوائم انتظار تتجاوز عامًا كاملاً. هذا النجاح يأتي بعد إعلان الشركة دخولها السوق في 2021، وتميزه مبيعات طراز “يو7” الذي بيع منه أكثر من 200 ألف وحدة خلال 3 دقائق فقط، مما يؤكد على قوة نموذج أعمال شاومي وريادة الرئيس التنفيذي لي جون في التسويق واستراتيجية التطوير.

نجاحات شاومي في سوق السيارات الكهربائية ودور لي جون في استراتيجيات البيع

نجحت شاومي في تعزيز مكانتها ضمن سوق السيارات الكهربائية عبر مبيعات طراز “يو7” التي سجلت أرقاماً قياسية، مع مبيعات تجاوزت 200 ألف وحدة خلال دقائق معدودة من طرحها، وذلك بعد إطلاقها سيارة “سو7” الرياضية التي أعلنت عن تقديمها في مارس من العام الماضي. هذا الانجاز جاء في ظل فشل عمالقة مثل شركة آبل التي انسحبت من السوق بعد خسائر ضخمة. وتتابع شاومي استراتيجيتها بقيادة لي جون، الذي يتابع بنفسه إدارة مشاريع السيارات، ما يميزها عن منافسيها مثل آبل التي تعتمد على إدارة تنفيذية مختلفة.

حسب محللي صحيفة الإيكونوميست، يعود نجاح شاومي أيضاً إلى استفادتها من الكفاءات المحلية الصينية في تصنيع السيارات وانخفاض تكلفة المكونات، فضلاً عن سرعة إنشاء المصانع مقارنة بالغرب، ما يضيف قيمة تنافسية إلى استراتيجية الشركة في قطاع السيارات الكهربائية.

التحول الهيكلي في صناعة شاومي من الاعتماد على التصنيع الخارجي إلى الإنتاج الذاتي

قبل دخول صناعة السيارات، كانت شاومي تعتمد بشكل كبير على التصنيع الخارجي كما تفعل شركات كبرى مثل آبل، لكن مع دخولها هذا القطاع الحيوي، أسست شاومي مصنعاً مملوكاً بالكامل في بكين لتصنيع سياراتها الكهربائية، وهو مصنع قيد التوسعة حالياً. كما بدأت الشركة في تصنيع هواتفها بنفسها منذ العام الماضي في بكين، وتعمل على توسيع الإنتاج ليشمل أجهزة متصلة أخرى مثل مكيفات الهواء في مصنع جديد بووهان.

يمثل هذا التوجه تحولاً كبيراً في نموذج أعمال شاومي، يهدف إلى تعزيز الرقابة على الجودة، رفع كفاءة الإنتاج، وتقليل الاعتماد على جهات التصنيع الخارجية، وهي عوامل تزيد من قدرة الشركة على المنافسة والابتكار في بيئة تحفز على التطوير المستمر مع تقليل المخاطر المرتبطة بسلاسل التوريد.

قاعدة جماهيرية ضخمة وخطط توسعية عالمية وتعزيز حضور شاومي في سوق السيارات الكهربائية

تتميز شاومي بقاعدة جماهيرية واسعة في الصين، حيث يُعرف معجبو الشركة بـ”مي فانس”، وهم يشكلون حاضنة قوية للعلامة، ويعكسون ولاءً يشبه ولاء مستخدمي منتجات أبل في سابق عهدها. رغم حادثة مأساوية في مارس الماضي أدت إلى وفاة 3 طلاب في سيارة “سو7” أثناء استخدام نظام القيادة الذاتية، استمر الطلب على سيارة “يو7” دون تراجع، مما يعكس قوة وموثوقية العلامة في السوق.

تتمتع شاومي أيضاً بقاعدة مستخدمين عالمية ضخمة تجاوزت 700 مليون مستخدم شهري بنهاية 2024، مع نمو سنوي يصل إلى 10%، وتعتمد بشكل كبير على عائدات الإعلانات والألعاب عبر متجر التطبيقات الخاص بها. تستفيد الشركة أيضاً من وضع هؤلاء المستخدمين الذين اقتنوا أول هاتف لهم في أوائل العشرينات من العمر وهم الآن يستهدفون في منتصف الثلاثينيات، ما يجعلهم الفئة المثالية للاهتمام بمنتجات السيارات الكهربائية.

خطة شاومي تشمل افتتاح أكثر من 10 آلاف متجر جديد في الخارج خلال السنوات القادمة، لتعزيز العلامة التجارية وبناء علاقات ثقة تدريجية مع المستهلكين في أسواق أجنبية جديدة، فيما ستبدأ بتصدير السيارات عام 2027. كما توسعت الشركة إلى قطاعات الروبوتات والشرائح الإلكترونية المتقدمة، حيث أطلقت شريحة بمعمارية ثلاثية النانومتر وروبوتاً بشري الشكل “سيبر ون”.

• مبيعات سيارة “يو7” تجاوزت 200 ألف وحدة خلال 3 دقائق
• أكثر من 300 ألف سيارة كهربائية لشاومي على الطرقات خلال 15 شهراً
• قاعدة مستخدمين ضخمة تصل إلى 700 مليون مستخدم نشط شهرياً
• خطط لافتتاح 10 آلاف متجر جديد خارج الصين خلال سنوات قليلة
• توسعات في تصنيع الأجهزة المتصلة والروبوتات والشرائح الإلكترونية

التحديات المتعددة التي تواجه شاومي في سوق السيارات الكهربائية والتنافس مع الشركات الكبرى

رغم النجاحات الهامة في قطاع السيارات الكهربائية، تواجه شاومي تحديات كبيرة في خوض معارك عديدة في الوقت ذاته؛ فهي لاعب ناشئ في السوق الصيني تبيع نحو 20 ألف سيارة شهرياً مقارنة بـ200 ألف سيارة لشركة “بي واي دي” الرائدة، كما تواجه منافسة شديدة من هواوي، التي تعيد تنظيم قوتها في سوق الهواتف الذكية.

تمثل المنافسة المحتدمة، إضافة إلى ضرورة بناء ثقة المستهلك الأجنبي الذي قد يجهل اسم شاومي أو شخصية لي جون، تحديات تتطلب استراتيجيات تسويقية دقيقة ومستدامة. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يبقى لي جون مقوداً رئيسياً في القيادة التسويقية للشركة، حيث لا يمكن الاستهانة بإمكاناته في تعزيز موقع شاومي تدريجياً في عالم السيارات الكهربائية والتقنيات المتطورة، وذلك في ظل استثمارات ضخمة في البحث والتطوير تجاوزت 3.4 مليارات دولار خلال عام 2024، مما يؤكد تدخل الشركة بعمق في بناء قدراتها التكنولوجية داخلياً.