أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم تعكس مرونة وتعاملات سوق الصرف المحلية

تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري يعكس مرونة سوق الصرف بشكل واضح، إذ شهدنا انخفاضًا ملحوظًا في سعر العملة الأمريكية اليوم الثلاثاء، وهو ما يظهر قدرة آلية التسعير في السوق المحلية على التكيف مع التغيرات المختلفة. ومن خلال استعراض آراء الخبراء المصرفيين، نستطيع فهم العوامل التي أدت إلى ذلك التأثير على حركة الدولار أمام الجنيه المصري بشكل أعمق.

تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه وعوامل تدعيم مرونة سوق الصرف

يرى هاني أبوالفتوح، الخبير المصرفي، أن تحسن سعر الدولار مقابل الجنيه جاء نتيجة تدفقات استثمارية قصيرة الأجل نحو أدوات الدين، استفادت من العوائد المرتفعة، بالإضافة إلى توقعات إيجابية بتمويلات خارجية محتملة تدعم ثقة السوق في استقرار الوضع النقدي مؤقتًا، لكنه يحذر من اعتبار هذا التراجع تحسينًا هيكليًا مستدامًا. وأوضح أبوالفتوح في تصريحاته لـ«المصري اليوم» أن قدرة الدولة على رفع مصادر النقد الأجنبي المستمرة، خصوصًا عبر الصادرات والسياحة والاستثمار الأجنبي المباشر، مع ضبط الاستيراد، هي الأساس في تحقيق استقرار حقيقي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه. وأضاف أن تحركات سعر الصرف التي تتخطى ±2% خلال فترات قصيرة تعبر عن تغير ملحوظ بينما تعتبر التغيرات التي تزيد على ±5% تحركات حادة تستوجب رقابة صارمة من صناع السياسات والمتعاملين في السوق.

مرونة آلية التسعير لا تعني تغيرًا هيكليًا في سعر الدولار مقابل الجنيه

يؤكد طارق متولي، الخبير المصرفي، أن تراجع سعر صرف الدولار الأخير يعكس مرونة آلية التسعير في سوق الصرف وليس تحولًا هيكليًا في قيمة الجنيه، مشيرًا إلى أن هبوط الدولار بعدة قروش في السوق الرسمية يرجع إلى تحركات اعتيادية داخل سوق الانتربنك وسط هدوء نسبي في الطلب من قِبل المستوردين والمستثمرين، ما أثر بشكل واضح على الأسعار التي تقدمها البنوك. وأكد متولي لـ«المصري اليوم» أن هذا التراجع لا يعود إلى تغييرات اقتصادية جوهرية أو تدفقات ضخمة للنقد الأجنبي، إنما عوامل فنية مؤقتة مثل انخفاض الطلب الموسمي على الدولار والتصفية الجزئية لمراكز مالية قصيرة الأجل. كما أشار إلى ثبات المشهد الجيوسياسي دون متغيرات مؤثرة قد تغير ديناميكيات العرض والطلب على العملة، حيث تهيمن حالة الترقب على قرارات المستثمرين، سواء في الأسواق المالية أو النشاط التجاري.

تحركات سعر الدولار مقابل الجنيه في الأجل القصير وأهمية مصادر النقد الأجنبي

يذهب طارق متولي إلى أنه من غير المتوقع حدوث تقلبات كبيرة في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال المدى القصير، متوقعًا استمرار الاستقرار ضمن النطاقات الحالية مع تحركات طفيفة صعودًا وهبوطًا حسب حجم المعروض والطلب المتغير يوميًا في السوق. وشدد على أهمية الاعتماد على تعزيز مصادر النقد الأجنبي المستدامة لتحقيق استقرار فعلي، موضحًا أن التوسع في التصدير وزيادة إيرادات السياحة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر هي العوامل الحقيقية التي تلعب دورًا أساسيًا في إحداث تأثير هيكلي يدعم الجنيه على المدى المتوسط والطويل، مؤكّدًا أن هذه العوامل تُعد الأساس لتحقيق استقرار دائم في سعر الدولار مقابل الجنيه.

• تدفقات استثمارية قصيرة الأجل مدعومة بعوائد مرتفعة
• توقعات التمويلات الخارجية المحتملة
• توازن الطلب والعرض الموسمي على العملة الأجنبية
• الترقب السياسي والجيوسياسي في المنطقة
• ضرورة تعزيز الصادرات والسياحة والاستثمار الأجنبي المباشر