الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بعد لقاء راهب إعلانه للإسلام… من هو؟

طلحة بن عبيد الله هو الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بأنه سيكون جاره في الجنة، وهو من أصحاب الرسول الكرام الذين نزل فيهم القرآن، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد وصفه النبي ﷺ بقوله: “من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله”، كما لقّبه بـ”طلحة الخير” في غزوة أحد، و”طلحة الفياض” في غزوة ذي العشيرة، و”طلحة الجود” في معركة خيبر؛ مما يعكس مكانته العالية بين صحابة رسول الله ﷺ.

من هو طلحة بن عبيد الله الذي بشره النبي ﷺ بجواره في الجنة؟

طلحة بن عبيد الله هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، من بني تيم، ويلتقي نسبه مع النبي ﷺ عند “مرة بن كعب” ومع أبي بكر الصديق عند “تيم بن مرة”، حيث يتساوى عدد الأجداد بينهما. والدته الصعبة بنت عبد الله الحضرمي، صحابية يمنية من شرفاء الهجرة. طلحة هو من الثمانية الأوائل في الإسلام والخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وكان من الستة الذين شكلوا مجلس شورى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان من الذين رضي عنهم النبي ﷺ عند وفاته. تربى في مكة وعمل في التجارة، حيث كان يذهب للشام ليشتري البضائع ويبيعها في مكة، التي كانت مركزًا تجاريًا ودينيًا للعرب قبل الإسلام.

إسلام طلحة بن عبيد الله وبشرى النبي ﷺ بجواره في الجنة

أسلم طلحة بن عبيد الله بعدما سمع من راهب في بصرى عن قدوم نبي من مكة يسمي “أحمد”، فاضطر للعودة إلى مكة بسرعة، وهناك توجه مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي ﷺ، وأعلن إسلامه مبكرًا، ليكون من السابقين في الدين الجديد. عانى طلحة كثيرًا من الاضطهاد، حيث كان أخوه عثمان – أو قيل نوفل بن خويلد – يربطه مع أبي بكر في حبل واحد لمنعهما من أداء الصلاة، مسلطًا عليهما أنواع الابتلاء، مما جعله رفيقًا لأبي بكر في المحنة. ويُعد إسلام طلحة من الدلائل القوية على صدق نبوة محمد ﷺ، خصوصًا وأن اليهود الذين كانوا ينتظرون النبي الموعود في الجزيرة العربية، أنكروا ظهوره رغم توافق أوصافه مع التوراة.

مواقف كرم وشجاعة طلحة بن عبيد الله الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بجواره في الجنة

لم يقتصر فضل طلحة بن عبيد الله على إيمانه الصادق فحسب، بل كان مثالاً للكرم والسخاء، مما جعله يحظى بألقاب عدة من النبي ﷺ مثل “طلحة الفياض” و”طلحة الخير” و”طلحة الجود”. تتجلى صفاته الكريمة في العديد من المواقف التي لا تُنسى، من بينها:

  • شراء بئر لسقي المسلمين وذبح الجزور لتوفير الطعام لهم.
  • إنفاق أموال كثيرة لتجهيز غزوة العسرة.
  • افتداء عشرة من أسرى بدر بأمواله الخاصة.
  • بيع أرض له بمبلغ سبعمئة ألف درهم وتصدق بها في نفس الليلة.
  • تصدقه بمائة ألف درهم حتى لم يبق لديه سوى ثوب قديم يرتديه.
  • إرسال عشرة آلاف درهم سنويًا إلى عائشة رضي الله عنها لتوزيعها على الفقراء.
  • سداده ديون الغارمين من بني تيم، منها ثمانون ألف درهم لعبيد بن معمر، وثلاثون ألف درهم لرجل آخر.

وفي غزوة أحد، أظهر طلحة بن عبيد الله شجاعته العظيمة، إذ رأى النبي ﷺ ينزف من وجهه، فاندفع بحماية الرسول ﷺ بكل قوة دفاعًا عنه، وسنده وحمله بعيدًا عن الحفرة التي كاد يسقط فيها، حتى أصيب بأكثر من سبعين جرحًا، وشُلّت يده من كثرة القتال والدفاع عن النبي ﷺ. وعن هذا اليوم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “ذلك كله كان يوم طلحة”، وهو دليل على التضحية والوفاء التي جسدها هذا الصحابي العظيم.

اللقب المناسبة
طلحة الخير يوم أحد
طلحة الفياض غزوة ذي العشيرة
طلحة الجود يوم خيبر