اكتشف متحف المخطوطات في جناح الأزهر بمعرض الكتاب.. رحلة فريدة إلى عبق التاريخ

متحف المخطوطات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب يقدم تجربة فريدة تعيد الزائر إلى عمق التاريخ وعظمة الحضارة الإسلامية، حيث يعكس دور الأزهر الشريف في حفظ التراث العربي والإسلامي ونقله عبر الأجيال، من خلال عرض مجموعة نادرة من أقدم وأهم المخطوطات والمطبوعات التي توثق الإرث العلمي والفكري للمؤسسة الأزهرية العريقة.

متحف المخطوطات بجناح الأزهر ودوره في الحفاظ على التراث العربي والإسلامي

متحف المخطوطات في جناح الأزهر بمعرض الكتاب يُعتبر من أبرز المعالم الثقافية التي تبرز جهود الأزهر الشريف في حفظ التراث العربي والإسلامي. يضم المتحف مجموعة مميزة ومتنوعة من المخطوطات التي تشمل علوم التفسير، والحديث، والفقه، والطب، والجغرافيا، إلى جانب نسخ نادرة من المصحف بخطوط مختلفة تعود إلى عصور إسلامية متعددة، مما يجعل زيارة المتحف رحلة معرفية غنية بروائع التاريخ الإسلامي. كما يعرض الجناح كيفية عمل مكتبة الأزهر على الحفظ والترميم من خلال أساليب متطورة تضمن المحافظة على هذا الإرث النفيس. ويتيح المتحف فرصة التعرف على مساهمات شيوخ الأزهر عبر التاريخ، ويحول هذه التجربة إلى بانوراما افتراضية شائقة توثق تاريخ المؤسسة الأزهرية وتاريخها الممتد لأكثر من ألف عام، مما يُضفي بُعدًا ثقافيًّا رائعًا على زيارة المعرض.

الاحتفاء بشخصيات بارزة في متحف المخطوطات بجناح الأزهر بمعرض الكتاب

يحتفي متحف المخطوطات هذا العام بثلاث شخصيات تركت بصمة واضحة في تاريخ الأزهر والعالم الإسلامي، مما يعكس مدى عمق وأهمية دور الأزهر كمنارة علمية وحضارية. تشمل هذه الشخصيات: الحسن بن الهيثم، العالم الموسوعي المعروف في الهندسة والفيزياء ومؤسس علم المناظر، الذي كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالجامع الأزهر وتركت أعماله أثرًا علميًا ضخمًا؛ والعالم الموسوعي طنطاوي جوهري، الملقب بـ«حكيم الإسلام»، والذي أسهم في النهضة الفكرية والاجتماعية المصرية وناضل ضد الاستعمار؛ والرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، الذي تلقى تعليمه في الأزهر وشكّل رؤيته لتأسيس الجزائر المستقلة. يعكس هذا الاحتفاء فكرة متحف المخطوطات بجناح الأزهر بمعرض الكتاب كمنصة تحتفي بالقامات العلمية التي ساهمت في بلورة تاريخ ومستقبل الأمة الإسلامية.

ورش العمل التفاعلية وعروض المخطوطات النادرة في متحف المخطوطات بجناح الأزهر

يرافق متحف المخطوطات بجناح الأزهر تنظيم ورش عمل تفاعلية مركزة على عمليات ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية، حيث يتعلم المشاركون خطوات أساسية في هذه الحرفية باستخدام أدوات تقليدية، مثل ضبط الأس الهيدروجيني للورق والجلد ومعالجة الأغلفة الجلدية، بما يتناسب مع العصور الزمنية المختلفة التي تنتمي إليها هذه المخطوطات، وهذا ما يخلق تجربة تعليمية توعوية قيمة. كما يقدم المتحف لزواره فرصة الاطلاع على مخطوطات نادرة تعود إلى عصور مختلفة: من العصر الفاطمي (الأدب الكبير لابن المقفع 532 هجرية)، ومن العصر الأيوبي (تجريد الأسماء والكنى لابن الفراء 604 هجرية، والأسباب والعلامات للنجيب السمرقندي 795 هجرية)، ومن العهد العثماني نسخة من القرآن الكريم 1228 هجرية، بالإضافة إلى مخطوطات العصر الحديث مثل حمع النهاية لابن أبي جمرة 1271 هجرية. كما يعرض المتحف مطبوعات قيمة تضم مؤلفات هامة منها: كنوز الفاطميين، وطبقات الأمم، وأراجيز العرب، وعجائب الآثار، والمدونة الكبرى، وأبدع ما كان في صور سلاطين آل عثمان، وتاريخ خليج الإسكندرية القديم.

• مخطوطات تستعرض علوم التفسير، الحديث، الفقه، الطب، والجغرافيا
• ورش عملية لترميم المخطوطات باستخدام أدوات تقليدية
• تعريف بالخطوات الأولى لصيانة الكتب بالمنزل
• بانوراما الأزهر الافتراضية التي توثق تاريخ الأزهر ومساهماته

يستعرض متحف المخطوطات بجناح الأزهر صورًا نادرة لشيوخ الأزهر عبر التاريخ لتعريف الزوار بدورهم العلمي والاجتماعي، كما يسلط الضوء على مواقفهم الوطنية ودورهم في تعزيز الهوية الإسلامية. ويقدم جناح الأزهر تجربة بانورامية ثقافية ممتعة، تُمكّن الزائر من استكشاف تاريخ الأزهر الذي يضم أكثر من ألف عام من التراكم الحضاري والعلمي، مع توثيق شامل لمؤلفات وإنجازات شيوخ الأزهر والمساجد والمعاهد الدينية التاريخية، إضافة إلى الذاكرة الصحفية التي تجمع كل ما نُشر عن المؤسسة الأزهرية، مما يجعل متحف المخطوطات جوهرة متلألئة تعكس أصالة عراقة الأزهر ونبضه الحضاري في قلب معرض الكتاب.