لتحصين نفسك قبل النوم.. أذكار “اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك” وطريقة الاستفادة منها بفعالية

أذكار النوم: ”اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك” وكيفية الاستفادة منها تعد أذكار النوم من السنن المؤكدة التي تحصّن النفس وتُريح القلب قبل الاغتسال في سبات الليل، فهي جزء مهم من العبادات اليومية التي ذكرت في السنة النبوية الشريفة، وتُرشد الإنسان إلى النوم على طمأنينة وأمان. جاء في القرآن الكريم دلالة بليغة على أهمية النوم كآية من آيات الله الكونية، حيث يقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)، مقدمًا بذلك النوم كنوع من الفضل العظيم الذي يستخدمه الإنسان لإعادة نشاطه وتجديد قواه.

فضل أذكار النوم: الحفاظ على الطمأنينة والأمان برفقة الدعاء

النوم حالة طبيعية جُعلت من آيات الله الكونية؛ فهي وسيلة لاستعادة الحيوية والراحة، وتمييز الله للنهار عن الليل؛ فالليل للراحة والنهار للعمل والنشاط كما أوضح الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا). يُعد النوم الليلي الأصل والنهاري فرعًا يتفرع عنه، حيث يُفضَّل النوم في الليل للراحة المثلى، وهو زمن السكون وخلود الجسم إلى الراحة، بينما النهار وقت العمل والاجتهاد في طلب الرزق. يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله – إن من آيات الله في النوم أنه يحقق للإنسان الراحة ويسكن الحركة ويزيل الكلال، في حين يجعله ينتشر في طلب حاجاته في النهار.

ومن الأذكار المعروفة التي تُقال عند النوم والتي تُغفر بها الذنوب، دعاء: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، فهو يُغسل به الإنسان ذنوبه مهما كثرت، كما تبيّن السنة النبوية أن ترتيب الأذكار ليس شرطًا إلّا ما ورد من تخصيص في آخر الكلام.

أذكار النوم الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية الاستفادة منها

وردت في السنة النبوية مجموعة من الأذكار التي يُشرع للمسلم الترديد بها عند النوم، منها ما يلي:

  • دعاء أبي ذر رضي الله عنه: “اللهم باسمك أحيا وأموت”، وعند الصباح: “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور”.
  • تكبير وتهليل وتسبيح: عن علي وفاطمة أنهم كانوا يكبرون ثلاثًا وثلاثين، ويسبحون ثلاثًا وثلاثين، ويحمدون ثلاثًا وثلاثين قبل النوم.
  • نفث الكفين وقراءة المعوذات: يجمع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه ويفُث بهما ثم يقرأ (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، ثم يمسح ما استطاع من جسده ثلاث مرات.
  • قراءة آيتين آخر سورة البقرة: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في كل ليلة كفتاه”.
  • التوضؤ للّيل واضطجاع على الشق الأيمن مع قول: “اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك…”
  • قراءة آية الكرسي عند النوم: “فإنه لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح”.
  • دعاء حفصة أم المؤمنين: وضع اليد اليمنى تحت الخد وقول: “اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك” ثلاث مرات.
  • دعاء جامع عند الأ眠: “اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم… واقض عني الدين وأغنني من الفقر”.
  • قراءة سورة الكافرون عند النوم برواية نوفل الأشجعي؛ فهي براءة من الشرك واحتراز منه.

هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي سبب في تحقق البركة والسكينة، وحماية للنفس من شر الشياطين ومن أذى الدنيا والآخرة، وتُعبر عن توكل العبد على ربه ورضاه بما كتبه الله له.

كيفية الاستفادة القصوى من أذكار النوم: خطوات وأساسيات لتحقيق الطمأنينة

للاستفادة من أذكار النوم كما وردت بالسنة، يوصى باتباع خطوات مُحددة تضمن قبولها وتحقيق أثرها وتفعيل الوقاية الروحية، ومن أهم هذه الخطوات:

الخطوة التفصيل
التوضؤ الوضوء قبل النوم كما في وضوء الصلاة، لتحضير النفس بالطهارة والنقاء
اختيار المكان والتوقيت الاضطجاع على الشق الأيمن في الفراش، وهو وضع مستحب عن النبي صلى الله عليه وسلم
قراءة الأذكار المطلوبة التسبيح، التهليل، التكبير، وقراءة آيات الحماية مثل آية الكرسي والمعوذات
دعاء خصوصي قول “اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك” ثلاث مرات، وهو دعاء خاص يأتي قبل الخلود للنوم
التركيز والتدبر الخشوع في الذكر والتمعن في معانيه لزيادة الطمأنينة والتواصل مع الله تعالى

تتابع هذه الخطوات مع الاستمرارية يزيد من تعلق القلب بالله، ويُشعر الإنسان بالأمان النفسي والروحي عند النوم، مذكراً بفضل الله وعنايته التي لا تنقطع في كل حال.

تبني مثل هذا الروتين اليومي يعزز الأجواء الروحية للنوم، ويُبعد القلق والوساوس، مستعينًا بالأذكار النبوية التي تحفظ نفس العبد من شرور الليل وفتنته، ويجعل النوم مساحة سلام وطمأنينة.