شيخ الأزهر يحذر من مخاطر عدم توحيد صفوف المسلمين وتأجيج الفتنة بينهم

المقال:

شيخ الأزهر يؤكد أن أعداء المسلمين يسعون لمنع توحد المسلمين بسبب خطورة الفتنة بين الشيعة والسنة، باعتبارها فتيلًا سريع الانفجار يهدد الأمة الإسلامية ويخدم أجندة العدو الذي يستخدم مبدأ «فرق تسد» لهدم وحدتها، محذرًا من أن الخروج عن الإطار الشرعي للاختلاف المذهبي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة تسهم في تدمير تماسك المسلمين.

أثر الفتنة بين الشيعة والسنة على وحدة المسلمين وأهمية الاحترام المتبادل

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الفتنة بين الشيعة والسنة تمثل عاملًا خطيرًا يهدد وحدة المسلمين، مشددًا على أن العدو يستغل هذه الفتنة بهدف تحقيق مبدأ «فرق تسد» الذي يقوّض قوة الأمة الإسلامية، محذراً من تحوّل الاختلاف المذهبي من اختلاف فكري مشروع إلى فتيل سريع الاحتراق يؤدي إلى فتنة واسعة ذات تداعيات خطيرة. وشدد شيخ الأزهر خلال الحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» على ضرورة التحلي بالأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي المختلفة، قائلاً: «حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا»، وهذه القاعدة هي جوهر ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، الذي أكد على أهمية الحوار البنّاء كسبيل لحل خلافات المسلمين وتعزيز وحدتهم.

دور الأزهر الشريف في تعزيز الحوار الإسلامي- الإسلامي وتقريب المذاهب

برز الأزهر الشريف بوصفه رائدًا فاعلًا في مسيرة الحوار الإسلامي- الإسلامي، لا سيما بين السنة والشيعة، حيث شهدت فترة مبكرة مبادرات ناجحة بدأها الشيخ شلتوت والمرجع الديني الكبير محمد تقي القمي عام 1949م، بتأسيس «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، التي استمرت حتى عام 1957م، وأصدرت تسعة مجلدات تضم أكثر من أربعة آلاف صفحة بحثية توثق جهود التقريب والتفاهم بينهم. وأوضح شيخ الأزهر أن هناك مساعي لإعادة إحياء هذا الحوار بين المذاهب مجددًا، ولكن هذه المرة يجب أن تقوم على الصراحة والأخوة بين أطرافه، باعتبارها حجر الأساس للوحدة الحقيقية، لأن الأزهر يؤمن بأن الحوار الإيجابي هو الوسيلة الأقرب لتجاوز الأزمات التي تهدد وحدة الأمة الإسلامية.

مقومات وحدة المسلمين وأهمية التوجيهات الدينية في تحقيقها

يمتلك المسلمون، كما أشار الإمام الأكبر، العديد من مقومات الوحدة القوية التي يجب استثمارها لتوحيد الصفوف، منها الجغرافية التي تجمع الأمة العربية في مناطق متقاربة، واللغة العربية التي توحد شعوبها، بالإضافة إلى العقيدة الواحدة التي تستند إلى عبادة إله واحد والتوجه إلى قبلة واحدة، واقتناعهم بقرآن واحد لا خلاف فيه. وبين بأن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية التي تعزز الروابط بين الأفراد، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، فلا تخفروا الله في ذمته»، مما يؤكد ضرورة احترام هذه الروابط وعدم السماح لأي قوة خارجية بأن تفرق بين المسلمين. وأوضح أن أعداء المسلمين يدركون جيدًا أن توحد المسلمين يمثل مصدر قوة لا يُستهان بها، لذا يحرصون دومًا على إبقائهم في حالة ضعف عن طريق استثارة الفتن بكل أشكالها، مشبهًا هذا الأسلوب بحالة الغريق الذي يُغمس تحت الماء ثم يُسمح له بالتنفس قليلاً ليعود للغرق مجددًا.

  • المقومات الجغرافية المشتركة
  • العقيدة والإيمان بوحدانية الله
  • اللغة والثقافة الإسلامية الموحدة
  • القرآن الكريم كمرجع إيماني
  • التوجيهات الدينية التي تؤكد على الوحدة والاحترام

وخلص فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الخلاص من هذه الأزمات المرتبطة بفتن المذاهب هو في الوحدة الحقيقية التي تتطلب توافقًا في الرأي تجاه المشكلات الكبرى التي تواجه الأمة الإسلامية، بما يجعل منهم صفًا واحدًا لا يفرقه الخلاف ولا يهدده التفكك، وهو السبيل الأوحد لمواجهة تحديات العدو وتحقيق مستقبل مزدهر للمسلمين.

الفترة الحدث
1949 – 1957 نشأة واستمرارية دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الزمن الحالي محاولات إعادة إحياء الحوار الإسلامي- الإسلامي على أساس الصراحة والأخوة