تشخيص خاطئ لارتفاع الكولسترول بين الخليجيين.. ماذا يعني لك؟

ارتفاع الكولسترول بين الخليجيين يُعد حالة وراثية طبيعية تنتج عن تركيبة جينية محددة، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ غالبًا واستعمال أدوية غير مناسبة تُسبب مضاعفات صحية، وهذا ما كشف عنه اختصاصي الوراثة وعلم أمراض الجينات الدكتور أحمد العلوي، الذي دعا إلى إعادة النظر في طرق التشخيص والعلاج لتحقيق نتائج أكثر دقة وفائدة.

لماذا يُعتبر ارتفاع الكولسترول بين الخليجيين ارتفاعًا طبيًا وراثيًا؟

شرح الدكتور أحمد العلوي أن مشكلة ارتفاع الكولسترول لدى الخليجيين تُعزى إلى وجود محتوى وراثي معين في جيناتهم يتحكم في نسبة الكولسترول بالدم، ويُصنف هذا النوع من الزيادة على أنه “حميد”، أي لا يشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا كما يُعتقد عادةً؛ ما يعني أن ارتفاع الكولسترول بين هذه الفئة ليس مرضًا يستدعي القلق أو العلاج العاجل، بل هو حالة طبيعية تختلف عن الحالات المرضية المرتبطة بمخاطر القلب والشرايين الفعلية؛ مما يُبرز أهمية فهم طبيعة هذا الارتفاع لتفادي التشخيص الخاطئ الذي يؤدي إلى وصف أدوية غير ضرورية.

الأضرار المتوقعة جراء التشخيص الخاطئ لارتفاع الكولسترول بين الخليجيين

يشير العلوي إلى أن الفحص القياسي للكولسترول والدهون الثلاثية لدى الخليجيين غالبًا ما يظهر ارتفاعًا في كولسترول LDL وHDL، ما يدفع الأطباء لوصف أدوية من نوع “الستاتين” التي لها آثار جانبية واضحة تشمل:

• فقدان التركيز والنسيان
• آلام في العضلات متكررة
• نقص فيتامين د الدهني

هذه الأعراض تؤثر بشكل سلبي على جودة الحياة، كما أنها قد تُربك المريض بشأن حالته الصحية؛ لذلك ينصح العلوي بعدم تعميم تعاطي مثل هذه الأدوية دون التأكد من وجود “الكولسترول المرضي” الحقيقي والاستناد فقط إلى نتائج التحاليل التقليدية.

تحليل جزيئات LDL.. الحل الأمثل لتفادي التشخيصات الخاطئة لارتفاع الكولسترول بين الخليجيين

أكد الدكتور العلوي أن أغلب حالات ارتفاع الكولسترول لدى الخليجيين ليست مرضية، ولتحديد ما إذا كان التشخيص صحيحًا ينبغي للمرضى إجراء تحليل متقدم يعرف بـ “تحليل جزيئات LDL” أو جزيئات الدهون الخفيفة، حيث يساعد هذا الفحص على التفريق بين النوع الحميد والمرضي من ارتفاع الكولسترول، وبالتالي اتخاذ القرار الصحيح بشأن العلاج المناسب أو عدم اتخاذ أي إجراء طبي.

إن فهم الفارق بين أنماط الكولسترول ووجود محتوى وراثي خاص لدى الخليجيين سيمكن من تجنب وصف العلاجات غير الملائمة، ما يحفظ الصحة العامة ويقلل من المضاعفات المتكررة، فالاعتماد على تحليل جزيئات LDL يُعتبر الخطوة الأهم قبل الشروع في أي خطة علاجية لارتفاع الكولسترول.