فضل صلاة يحيط بها ملائكة الليل والنهار في رمضان.. لماذا يجب المواظبة عليها؟

صلاة الفجر من أعظم الصلوات التي تشهدها ملائكة الليل والنهار، فهي تمتاز بفضل كبير وأجر عظيم في الإسلام؛ وقد شهدت مكانة خاصة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث أقسم الله -تعالى- بقضاء وقتها في قوله تعالى: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، مما يدل على عظيم مكانتها في الدين الإسلامي، ويؤكد على أهمية المحافظة على صلاة الفجر وأدائها جماعة لما فيها من بركات لا تُحصى

فضل صلاة الفجر وأثرها العظيم في حياة المسلم

صلاة الفجر لها مكانة سامية بين الصلوات الخمس؛ فهي أول عبادة يؤديها المسلم مع بداية يومه الجديد، وتأتي على رأس الصلوات التي حظيت بشهادات ملائكية وجزاء عظيم عند الله -تعالى-؛ فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ملائكة الليل تلتقي بملائكة النهار في وقت الفجر لتشهد على حضور المصلين وأدائهم الصلاة بخشوع. من أقام صلاة الفجر في جماعة اعتبر في ذمة الله وحمايته إلى المساء، وهذا يدل على الأمان الروحي والجسدي الذي يناله الملتزم بهذه العبادة. أيضاً، يؤكد الحديث الشريف على أن من يصلي الصبح والعصر -البرْدين- يدخل الجنة، وهذا يبرز فضل صلاة الفجر كجزء من هذه العبادات التي تضمن رضا الله ومغفرته. بالإضافة لذلك، فإن الصلاة في هذا الوقت تفصح عن صدق الإيمان، حيث تُعد من أعبق وأثقل الفرائض على المنافقين، وبالتالي فهي براءة من النفاق. على صعيد آخر، فإن الاستيقاظ لصلاة الفجر يعزز نشاط المسلم وحيويته طوال اليوم، ويقيه من الكسل والضعف

قرآن الفجر كان مشهوداً بين الملائكة وعلامة على قبول الدعاء

القرآن الكريم يؤكد على أن قراءة القرآن في صلاة الفجر مشهودة عند الله -تعالى-، حيث يقول تعالى: “إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”، فتشهد ملائكة الليل والنهار على المصلين وتكتب أمنياتهم وحسناتهم. صلاة الفجر تتسم بالخشوع وقراءة جهرية طويلة من المصلي، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يختار في هذه الصلاة سوراً ضخمة كالسجدة، الرّوم، التكوير، وسورة ق، مما يدل على أهمية هذا الوقت وتأثيره الروحي. هذه القراءة ليست مجرد عبادة لفظية، بل هي وسيلة لزيادة الأجر وتحقيق سكينة القلب ورفعة الروح، وهي فرصة للمسلم لفتح صفحة جديدة بيوم مليء بالطاعات والخيرات

أمور تساعد على المحافظة على صلاة الفجر بانتظام

قد يعاني بعض المسلمين من صعوبة الاستيقاظ لصلاة الفجر، لكن هناك عدة وسائل روحية وعملية يمكن أن تعينهم على المواظبة:

  • الخوف من الله -تعالى- والشعور بالمسؤولية تجاه أداء العبادات يساهم في تحفيز النفس، كما كان يفعل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ببكائه من خشية الله وطول الأمل
  • تجنب المعاصي والذنوب التي تؤدي إلى غفلة القلب وضعف العزيمة، مما يساعد على الثبات في أداء الصلاة
  • الاستغفار المستمر الذي يمحو الذنوب ويجلب البركة ويقرب العبد من الرحمن
  • الإكثار من الأعمال الصالحة خلال النهار، الأمر الذي يزيد من الرغبة والهمة في أداء صلاة الفجر
  • النية الصادقة والعزم قبل النوم على الاستيقاظ لأداء الصلاة، فهذه النية تجلب التوفيق من الله -تعالى-
  • النوم على طهارة، حيث يستمر الملك بالدعاء والاستغفار للمسلم خلال الليل، مما يسهل الاستيقاظ
  • استخدام وسائل التنبيه مثل المنبهات أو الاتفاق مع الأصدقاء لإيقاظ بعضهم البعض في وقت الصلاة

صلاة الفجر ليست مجرد فرض يؤديه المسلم، بل هي طوق نجاة يحمل في طياته رضا الله وحمايته، كما أنها مفتاح لتحقيق البركات والنشاط اليومي؛ فمن أدى صلاة الفجر جماعة كان في ذمة الله، ومن حافظ عليها وثبتها في حياته كان قد بلغ من القرب إلى الله ما يزيد ثوابه ويضمن له دخوله الجنة برحمة الله. لذا على كل مسلم الحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها وطلب العون من الله والاستعانة بكل الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك، ليحصل على ذلك الخير العظيم ويتذوق طعم التقوى والقرب من الخالق.