فتوى مثيرة للجدل: هل يجوز للأخت إرضاع شقيقها؟ تعرف على الحكم الشرعي الآن

إرضاع الأخت لشقيقها يثير العديد من التساؤلات الشرعية التي تستدعي فتاوى دقيقة توضح حكم هذه العلاقة وتأثيرها في إطار أحكام الرضاعة الشرعية؛ فهل يجوز للأخت إرضاع شقيقها؟ هذا السؤال يتكرر كثيرًا في النقاشات الدينية، خاصة مع ما يطرحه من قضايا تتعلق بالمحرمية والحدود التي تضعها الشريعة في بناء العلاقات الأسرية.

حكم إرضاع الأخت لشقيقها وأثره على المحرمية في الشريعة الإسلامية

يتناول العلماء مسألة إرضاع الأخت لشقيقها من زاوية تأثير الرضاعة في نشأة علاقة محرمة تشبه النسب، حيث جاء في الحديث النبوي الشريف: “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب”، وهو دليل قوي على أن الرضاعة الشرعية قد تنتج علاقة تحرم الزواج بنفس شروط النسب؛ فإذا قامت الأخت بإرضاع شقيقها خمس رضعات في الحولين قبل الفطام، تُعد ابنته من الرضاع حسب إجماع الأئمة. فضلاً عن ذلك، يصبح زوج الأخت الذي امتزجت لبنته بولده عبر وطئه، أبا لهذا الطفل من الرضاعة، ويُعاملُ إخوة الزوج كالعموم من حيث المحرمية. هذا الأمر لا لبس فيه عند جمهور الفقهاء الذين يرون أن الرضاعة بهذه الشروط تبني حواجز من المحرمية تستوجب الالتزام بها مثلها مثل النسب الأصلي.

وجهة نظر الفقهاء حول جواز إرضاع الأخت لشقيقها في سياقات مختلفة

وفي تفسير هذه القضية، قدمت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الأستاذة سعاد صالح، رؤى مغايرة في برنامج “علامة استفهام” على قناة «الشمس»، مؤكدة أن إرضاع الأخت لشقيقها الصغير لا يحمل أي محظور شرعي إن كان ضمن الرضاعة الشرعية التي تنشئ محرمية صحيحة؛ بل يعد ذلك من صلة الرحم وتقوية روابط الأسرة. وأشارت إلى أن هذا الفعل لا يمثل فاحشة ولا يمنع زواجهم فيما لو تحقق الحد الشرعي للرضاعة. كما بيّنت أن الرضاعة ليست محصورة فقط في الطفولة المبكرة، حيث ترتبط بالأحكام الفقهية التي تُحدّد توقيت وكميات الرضاعة المؤثرة في المحرمية. قد تُقوّي هذه الرضاعة أواصر المحبة والاحترام بين الأشقاء، خصوصًا إذا كانت متماشية مع الشروط التي وضعها العلماء.

اختلاف الفتاوى والاجتهادات حول إرضاع الأخت لشقيقها وتأثيره بعد سن معين

تختلف آراء الفقهاء بشأن إرضاع الأخت لشقيقها عقب بلوغ الطفل سنًا معينًا؛ فبينما يستقر جمهور العلماء على أن الحدث الصحيح هو الرضاعة في الحولين قبل الفطام، توجد آراء فقهية متباينة في الحالات الأخرى، حيث قد يختلف الحكم على المشروعية ومدى تأثير الرضاعة على المحرمية. هذا يعكس كثرة الاجتهادات الفقهية المتجددة التي تراعي السياق الديني والاجتماعي، وتترك مساحة لإعادة النظر في بعض الحالات. يجدر التنويه إلى أن الالتزام بنصوص الشريعة الإسلامية بشأن الرضاعة يحافظ على العلاقات الأسرية ويحدد الحدود الواضحة للحرمة بين الأفراد.

  • على الأخت إرضاع شقيقها خمس رضعات كاملة خلال الحولين
  • يجب أن تكون هذه الرضاعة قبل الفطام لإحداث المحرمية
  • زوج الأخت يصبح أبا للطفل من الرضاعة، وإخوة الزوج يعتبرون عمومًا
  • الرضاعة تعزز صلة الرحم إذا تمت وفق الأحكام الفقهية
  • يتوجب فهم أن المحرمية تنتج فقط في ضوء الشروط الشرعية المحددة

يبقى حديث إرضاع الأخت لشقيقها قضية ذات حساسية دينية واجتماعية تُناقش عبر مدارس فقهية متعددة بآراء متنوعة، لكن الثابت هو ضرورة مراعاة الأحكام الشرعية التي تبني إطار العلاقات الأسرية بشكل يحفظ الحُرمات ويقوي الروابط الأسرية بما يخدم مصلحة المجتمع والأسرة على حد سواء.