علامات ليلة القدر تتصدر اهتمامات المسلمين في العشر الأواخر من رمضان 1447

ليلة القدر وعلاماتها الصحيحة: كيف يتحرى المسلمون ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

علامات ليلة القدر تعد من أهم ما يبحث عنه المسلمون في العشر الأواخر من رمضان، فهذه الليلة العظيمة وصفها الله تعالى بأنها خير من ألف شهر، وهي فرصة لا تعوض للتوبة والعبادة والانقطاع إلى الله تعالى. تحري علامات ليلة القدر الصحيحة تساعد المؤمن على اقتناص بركتها ونيل مغفرة الله ورحمته.

علامات ليلة القدر الصحيحة التي تساعد على التحري

تحري علامات ليلة القدر الصحيحة من الأمور التي ينبغي أن يوليها المسلم اهتمامًا بالغًا في العشر الأواخر، إذ ورد في السنة النبوية عدد من العلامات التي تبين للمؤمن قرب هذه الليلة المباركة. من أهم علامات ليلة القدر الصحيحة نزول الملائكة بأفواج؛ فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» (القدر: 4)، وذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن عدد الملائكة في هذه الليلة يفوق الحصى على الأرض. كما أن جو ليلة القدر يكون معتدلاً، لا حارًا ولا باردًا، كما وصفها عبدالله بن عباس حيث قال: «ليلة القدر ليلة سمحة، طَلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمرا». علاوة على ذلك، تشرق الشمس في صباح اليوم التالي دون شعاع، كما روى أبيّ بن كعب: «تطلع الشمس مثل الطست، لا شعاع لها حتى ترتفع».

إضافة إلى ذلك، يلاحظ المؤمنين في ليلة القدر هدوءًا داخليًا وسكينة نفسية تدفعهم إلى العبادة بحرارة وراحة، كما أن الشهب والنيازك لا تُرى في تلك الليلة، مما يميزها عن الليالي الأخرى. ومن رحمة الله كذلك أن الدعاء فيها مستجاب، ويجد المسلم نفسه مقبلاً إلى الله بقلب يفيض بالإيمان والقرب.

التفرقة بين علامات ليلة القدر الصحيحة والاعتقادات الخاطئة المنتشرة

مع كثرة البحث عن علامات ليلة القدر، ظهرت بين الناس بعض الاعتقادات الخاطئة التي لا أصل لها في السنة النبوية الشريفة، مثل تحوّل الماء المالح إلى عذب أو سقوط الأشجار ثم عودتها إلى مكانها مرة أخرى، أو أن الكلاب لا تنبح في تلك الليلة. وقد نقل الإمام الطبري توضيحات حول هذه الأمور، مؤكدًا أنها مجرد خرافات لا تستند إلى دليل شرعي. لذلك من الضروري الاعتماد على علامات ليلة القدر الصحيحة لتجنب الوقوع في ما يُضل ويشتت.

أما سبب تسمية هذه الليلة بليلة القدر فله أوجه متعددة، قال العلماء في بعضها إن التسمية مستمدة من القدر والشرف العظيم لها، ومن أنها الليلة التي يقدر الله فيها الأرزاق والآجال، ومن نزول القرآن الكريم فيها عن طريق ملك ذي قدر، وجمعوا أن في الاسم دلالات جمعت بين هذه المعاني، تؤكد عظمة هذه الليلة ومكانتها.

أفضل الأعمال والدعاء في ليلة القدر وكيفية إحيائها بما يناسب الجميع

تحري علامات ليلة القدر الصحيحة لا يكتمل إلا بالإكثار من الأعمال الصالحة التي تقرب المرء إلى الله تعالى وتضاعف الأجر. من أهم ما يستحب فعله في ليلة القدر قيام الليل بإيمان واحتساب، فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»؛ وهذا يدل على فضل العبادة وحرص المؤمن على استغلالها.

وينبغي الإكثار من الدعاء والذكر، خاصة دعاء العفو والمغفرة، ومن الأدعية المأثورة عن السيدة عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، إلى جانب أدعية أخرى يطلب فيها العبد من الله التيسير والعون والمحبة والرحمة.

كما تعد قراءة القرآن الكريم مع التدبر من أفضل العبادات في هذه الليلة المباركة، بالإضافة إلى الصدقة التي ترد البلاء وتطفئ غضب الرب، والتسبيح والتهليل التي ترفع درجات العبد وتقرّبه من ربه.

• قيام الليل والتعبد لله بخشوع
• الإكثار من الدعاء والذكر وطلب المغفرة
• تلاوة القرآن الكريم مع التأمل في آياته
• الصدقة التي لها أجر عظيم في هذه الليلة
• التسبيح والتهليل لتحصيل رضا الله

بالنسبة للمرأة الحائض، يجوز لها إحياء ليلة القدر بالإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن بدون مس المصحف بحسب بعض المذاهب، كما يمكنها أن تنوي قيام الليل وتكثر من الصدقات والأعمال الصالحة، فلا يمنعها الحيض من استغلال فضل هذه الليلة والعمل الصالح.

ليلة القدر فرصة ذهبية لكل مسلم للتحرّي والعمل الصالح، فتحديد موعدها بالعلامات الصحيحة يساعد على التوجه لعبادة الله بثبات وحسن ظن دون شكوك أو أوهام، مما يقرب العبد من رضوان الرحمن ويضمن له نصيبًا عظيمًا من المغفرة والرحمة.