فضل ليلة القدر في ليلة 23 من رمضان.. تعرف على علامات هذه الليلة وأفضل العبادات فيها

ليلة 23 من رمضان ليلة القدر هي من أعظم وأفضل الليالي التي ينتظرها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان، حيث يُرجى فيها أن تكون ليلة القدر المباركة التي تحمل فضلًا عظيمًا وثمارًا روحية جليلة، لذلك يتحرّى المسلمون هذه الليلة بالعبادات والدعاء والقيام استجابةً لقول النبي ﷺ: “تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” (البخاري: 2017، مسلم: 1169).

فضل ليلة 23 من رمضان ليلة القدر وعظمة نزول القرآن فيها

ليلة 23 من رمضان ليلة القدر تتميز بفضائل عظيمة ورد ذكرها في القرآن والسنة، وأهمها نزول القرآن الكريم فيها جملة واحدة إلى السماء الدنيا، كما قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (القدر: 1)، وهذه الليلة خير من ألف شهر، حيث تعادل العبادة فيها أكثر من ثمان وثمانين سنة، كما بيّن الله في كتابه: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3). تتنزل فيها الملائكة بالرحمة والخير بأمر من الله تعالى “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ” (القدر: 4)، فما أجمل أن تكون ليلة كلها سلام وطمأنينة حتى مطلع الفجر كما جاء: “سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (القدر: 5).

علامات ليلة 23 من رمضان ليلة القدر وما يشاهد فيها من دلائل عظيمة

تشتمل ليلة 23 من رمضان ليلة القدر على علامات ظاهرة ذكرها النبي ﷺ وأصحابه، مما يساعد على تحريها والإحساس بخصوصيتها، ومنها شروق الشمس صافية لا شعاع لها، حيث قال ﷺ: “صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع” (مسلم: 762)، كما يكون الجو معتدلاً خاليًا من الحرارة والبرودة “ليلة طلقة لا حارة ولا باردة” (ابن خزيمة: 2192)، بالإضافة إلى الهدوء التام الذي يعم الأجواء، حتى لا يُسمع فيها نباح الكلاب أو نهيق الحمير، كما روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما. تساعد هذه العلامات في تعزيز اليقين برؤية الخير والبركة التي تحيط بهذه الليلة المباركة.

أفضل الأعمال والعبادات في ليلة 23 من رمضان ليلة القدر

تعد ليلة 23 من رمضان ليلة القدر فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله بأفضل العبادات التي ترفع من مكانتهم وتشفع لهم يوم القيامة، ومنها:

• الصلاة والقيام، حيث أمر النبي ﷺ بالاجتهاد في قيام العشر الأواخر، مؤكدًا أن من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه (البخاري: 1901، مسلم: 760).
• الدعاء، خصوصًا بالدعاء الذي علمه النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها؛ “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (الترمذي: 3513، ابن ماجه: 3850).
• كثرة تلاوة القرآن وتدبر معانيه، حيث نزل القرآن في هذه الليلة، وكان السلف الصالح يضاعفون ختماتهم فيها.
• الاعتكاف في المسجد كما كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأواخر تحريًا لليلة القدر (البخاري: 2026، مسلم: 1171).
• الإكثار من الصدقة والإحسان، مع الأخذ بمثال النبي ﷺ الذي كان أجود الناس وخاصة في رمضان (البخاري: 1902، مسلم: 2308).

هذه العبادات تُظهر مكانة ليلة 23 من رمضان ليلة القدر التي يسعى فيها العبد إلى طلب المغفرة ورضوان الرحمن، مستثمرًا اللحظات المباركة التي لا تعادلها أي وقت آخر.

تمتاز ليلة 23 من رمضان ليلة القدر بأنها إحدى الليالي الوترية التي حث النبي ﷺ على تحريها، وحتى وإن لم تتحدد بدقة يومها، فإن الاجتهاد في العشر الأواخر وبخاصة هذه الليلة يقدم الفرصة الأوفى لنيل الثواب العظيم الكبير. يرى بعض الصحابة أن هذه الليلة قد تكون ليلة القدر، وهذا ما دل عليه حديث عبد الله بن أنيس الذي رأى في منامه أنها ليلة 23، فأكد النبي ﷺ تحريها في السبع الأواخر (البخاري: 2015، مسلم: 1165). لذلك، يعد الاجتهاد في القيام بالدعاء والذكر والقرآن والصدقة في ليلة 23 من رمضان من أسمى القربات التي تقرب العبد إلى الله، والفوز بثواب ليلة خير من ألف شهر لا يضاهى بأي عمل آخر.