لابوبو على خطى Hello Kitty.. هل نحن أمام أيقونة الجيل الجديد؟

في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بثقافة البوب وانتشار رموزها الحديثة، ظهرت دمية “لابوبو” كأحد أبرز المظاهر الثقافية الجديدة التي اجتاحت الأسواق بسرعة لافتة؛ إذ تجاوزت كونها مجرد لعبة لتصبح رمزًا فنيًا له طابعه الخاص في المشهد الرقمي والتجاري، ما جعل البعض يتساءل: هل تصبح “لابوبو” Hello Kitty الجيل الجديد؟

هل تصبح “لابوبو” Hello Kitty الجيل الجديد؟

برزت دمية “لابوبو” في السنوات الأخيرة كشخصية غريبة التصميم ذات أنياب وملامح غير مألوفة، لكنها في الوقت ذاته نجحت في جذب أنظار فئات واسعة من الشباب والمراهقين عبر العالم، ويعود تصميمها إلى الفنان التايواني Kasing Lung، ضمن سلسلة “The Monsters” التي تنتجها شركة Pop Mart الصينية، وقد اعتمدت الشركة على استراتيجية “الصندوق المفاجأة” أو ما يعرف بصناديق Blind Box، وهو أسلوب تسويقي قائم على عامل المفاجأة والتشويق الذي يدفع المستهلكين لاقتناء نسخ متعددة على أمل العثور على الإصدارات النادرة

نجاح “لابوبو” لم يكن وليد الصدفة أو التصميم فقط؛ بل لعب المؤثرون الرقميون على منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام دورًا محوريًا في تحويلها إلى ظاهرة عالمية، حيث أصبحت مقاطع فتح الصناديق ومراجعة الدمى من أكثر المحتويات انتشارًا، ما خلق حالة من الهوس الجماعي، دفعت الشركة المصنعة لتحقيق قفزات مالية ضخمة تجاوزت 350% في الأرباح خلال النصف الأول من عام 2025، مع قيمة سوقية فاقت 40 مليار دولار

نجاح تجاري يواكبه تأثير ثقافي واسع

تحولت “لابوبو” إلى عنصر ثابت في الثقافة الرقمية، حيث لم تعد مجرد منتج بل أصبحت امتدادًا لهوية بصرية وفنية يتفاعل معها المؤثرون والمتابعون على حد سواء؛ وتجلّى ذلك في دمج شخصيتها ضمن المحتوى اليومي للمؤثرين واستخدامها في سياقات ترفيهية، نفسية وحتى ساخرة، كما ساهم الفنانون الرقميون واليوتيوبرز في تعزيز حضورها من خلال تحويلها إلى قطعة فنية قائمة بذاتها

تفاعل الجمهور مع “لابوبو” يكشف عن تحولات واضحة في الذائقة الجمالية؛ حيث ينجذب الكثيرون اليوم إلى الشخصيات التي تجمع بين البراءة والغموض أو حتى الوحشية الناعمة، ما يمنح “لابوبو” تميزًا فريدًا على غرار Hello Kitty التي ارتبطت بالبراءة البحتة، وهو ما يعكس أيضًا مدى قدرة هذه الشخصية على كسر القوالب النمطية للدمى التقليدية

مستقبل “لابوبو” بين الترسيخ والاختفاء

رغم الزخم الإعلامي والتجاري الكبير، يبقى التساؤل قائمًا: هل تصبح “لابوبو” Hello Kitty الجيل الجديد بالفعل؟ أم أنها ستتلاشى تدريجيًا كما حصل مع العديد من الصيحات السابقة؟ يعتقد المراقبون أن استدامة هذه الظاهرة تعتمد على عدة عناصر، أبرزها:

1. قدرة الشركة على تجديد الشكل والسردية البصرية للشخصية
2. إدماج “لابوبو” في وسائط جديدة مثل الألعاب الإلكترونية أو الرسوم المتحركة
3. عقد شراكات مع علامات تجارية كبرى في الأزياء والفن

كما أن الجماهير الحديثة أصبحت أكثر انتقائية؛ فهي تبحث عن قصص وشخصيات تعبّر عن هوياتها وهواجسها، وإذا نجحت “لابوبو” في مواكبة هذه التطلعات، فإنها قد تجد لنفسها مكانًا دائمًا ضمن رموز الثقافة العالمية

في النهاية، قد تصبح “لابوبو” Hello Kitty الجيل الجديد إذا استطاعت الحفاظ على جاذبيتها والتجدد المستمر؛ خصوصًا في بيئة ثقافية تتغير بسرعة تحت تأثير الإعلام الرقمي والجمهور المتقلب في أذواقه ومتطلباته