الغطس اليومي في الماء البارد يعزز “الالتهام الذاتي” ويكافح الأمراض.. تعرف على فوائده الصحية

الغطس اليومي في الماء البارد يُحفّز الالتهام الذاتي مما يعزز صحة خلايا الجسم ويدعم مقاومة الشيخوخة؛ فقد كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة أوتاوا الكندية ونشرتها دورية Advanced Biology، أن الغطس المنتظم في الماء البارد يحفز الخلايا على تفعيل عملية “الالتهام الذاتي”، والتي تعمل على تنظيف الخلايا وتجديدها، ما يسهم في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة ويُحسّن من وظائف الخلايا بشكل عام.

تأثير الغطس اليومي في الماء البارد على تحفيز الالتهام الذاتي في الخلايا

تناولت الدراسة تجربة أجريت على عشرة رجال شباب يتمتعون بصحة جيدة، تراوحت أعمارهم حوالي 23 عامًا، حيث قاموا بالغوص في ماء بارد بدرجة 14 مئوية لمدة ساعة يوميًا، على مدار أسبوع كامل. خلال هذه التجربة، راقب الباحثون المؤشرات الحيوية في الدم، خاصة علامات الالتهام الذاتي، ومستويات الالتهاب، إضافة إلى استجابات خلايا الجسم للصدمة الحرارية، وذلك لتقييم كيفية تكيف الخلايا مع هذا الإجهاد البيئي. وأظهرت النتائج تنشيطًا واضحًا لعملية الالتهام الذاتي، ما يزيد من قدرة الخلايا على التخلص من الأجزاء التالفة وتحسين وظائفها.

الالتهام الذاتي: نظام تنظيف الخلايا ودوره في مقاومة الشيخوخة

تعرف آلية الالتهام الذاتي بأنها العملية التي تقوم من خلالها الخلايا بهضم وإعادة تدوير مكوناتها التالفة أو الزائدة؛ وهي بمثابة نظام تنظيف داخلي يحافظ على توازن الخلايا ويحد من تراكم المواد الضارة التي قد تسبب الأمراض. عادةً ما تُنشّط هذه العملية خلال الصيام أو ممارسة التمارين الرياضية، إلا أن الدراسة أكدت أن الغطس اليومي في الماء البارد بإمكانه أن يحقق تأثيرًا مشابهًا. هذا التحفيز المتكرر للالتهام الذاتي يعزز من التجدد الخلوي، الأمر الذي يعدّ عنصرًا أساسيًا في مكافحة الشيخوخة وتحسين الصحة العامة.

كيف يساعد الغطس في الماء البارد على تحسين مقاومة الخلايا للبرد وتعزيز الالتهام الذاتي

صرحت الباحثة كيلي كينغ، زميلة ما بعد الدكتوراه، بأن الغطس المنتظم في الماء البارد ساهم في تحسين قدرة الخلايا على تحمل الإجهاد الناتج عن البرودة، مما يدل على تأقلم بيولوجي يسمح للخلايا بالتعامل بفعالية مع الظروف الحرارية القاسية. هذا التأقلم لا يقتصر على مقاومة البرد فحسب، بل يشكل أساسًا لتحسين الوظائف الحيوية للخلايا، بما في ذلك تعزيز الالتهام الذاتي. تشمل هذه الآلية أيضًا استجابة الصدمة الحرارية التي يطلق فيها الجسم بروتينات HSP الخاصة بإصلاح البروتينات المتضررة، وهذا يضاف إلى فوائد الغطس في تحسين آليات التنظيف الداخلي ومكافحة الشيخوخة.

• تحفيز الالتهام الذاتي داخل الخلايا لتنظيفها وتجديدها
• تعزيز مقاومة الخلايا للإجهاد الحراري والبرد القاسي
• تنشيط بروتينات الصدمة الحرارية لإصلاح التلف الخلوي
• تقليل علامات الالتهاب وتحسين المناعة الخلوية

بينما ترتبط حمامات الثلج غالبًا بدعم تعافي الرياضيين من الإصابات والجهد البدني، تبين أن الممارسة لها فوائد صحية أعمق تتجاوز ذلك، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتحسين الوظائف الخلوية وزيادة عمر الخلايا. مع ذلك، أكد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية تشمل مجموعات واسعة من النساء ومن مختلف الأعمار، وذلك لفهم التأثير طويل الأمد للغطس في الماء البارد كعلاج طبيعي لتقليل آثار الشيخوخة وتأخير الأمراض المزمنة.