انحناء قاتل للمخدرات.. كيف دمرت حياة شاب وحولته إلى حالة طبية صادمة؟

انحناء العنق الناتج عن متلازمة الرأس الساقط، هو تأثير مرعب تحدثه المخدرات على صحة الشباب، كما حدث مع الشاب الإيراني البالغ من العمر 23 عامًا الذي وصل لهذه الحالة الخطيرة، حيث تسبب الإفراط في تعاطي الأمفيتامينات والمخدرات الأفيونية بتدهور خطير في عضلات الرقبة، وتحول رأسه لوضعية منحنية بشكل دائم، ما يعرف طبيًا بمتلازمة الرأس الساقط.

التعرف على متلازمة الرأس الساقط وتأثير المخدرات على الرقبة

متلازمة الرأس الساقط، وهي حالة نادرة تصيب الجهاز العضلي العصبي، تنتج عن ضعف شديد في عضلات الرقبة، يجعل المصاب عاجزًا عن رفع رأسه حيث يبقى رأسه مائلًا إلى الأمام بحيث يلامس الذقن الصدر، ما يؤدي إلى مظهر طبي مرعب يُعرف أيضًا بالرأس المترهل. أجرت مستشفى الزهراء الجامعي في مدينة أصفهان بإيران دراسة حالة لشاب في العشرينيات من عمره وصل لهذا التشوه نتيجة الإفراط في تعاطي المخدرات، خاصة الأمفيتامينات والمواد الأفيونية. وأفاد التقرير المنشور في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن هذه المواد تسببت على مدى سنوات في انحناء شديد في العمود الفقري العنقي.

تأثير الإفراط في تعاطي المخدرات على الجهاز العضلي العصبي والعمود الفقري العنقي

يشرح الدكتور ماجد رضواني، المشارك في الدراسة الطبية، أن المريض لم يتعرض في السابق لأي إصابات في الرقبة، لكنه يعاني من اكتئاب وله تاريخ طويل من تعاطي الهيروين والأفيون والأمفيتامينات، وهذه العوامل ساهمت بشكل غير مباشر في الإصابة بالحداب العنقي الحاد، وهو انحناء مفرط في العمود الفقري العنقي. وأكد الدكتور رضواني أن الوضعيات الثابتة الناتجة عن تأثير المخدرات طوال فترات طويلة تؤثر سلبًا على الجهاز العضلي الهيكلي، مما يؤدي إلى ظهور تشوهات في الفقرات وانحناءات تدريجية في الرقبة، وهو ما يفسر تطور متلازمة الرأس الساقط لدى هذا الشاب.

خطوات العلاج والتدخل الجراحي لمتلازمة الرأس الساقط الناتجة عن المخدرات

ظل المريض يعاني من أعراض متلازمة الرأس الساقط لأكثر من خمسة عشر شهرًا، وحاول التخلص من المشكلة باستخدام الوصفات الطبية الطبيعية دون فائدة. وبعد التأكد من التشخيص، خضع الجراحون لتدخل جراحي معقد تحت تأثير التخدير العام، شمل إزالة جزء من العظم المشوه وتركيب دعامات لتثبيت الرقبة وتقويم العمود الفقري العنقي. أكد الفريق الطبي نجاح العملية جراحيًا، إذ استعاد المريض قدرته على المشي بشكل طبيعي مع قوة عضلية كاملة بنسبة 100%، لكنه لا يزال بحاجة لاستخدام دعامة للرقبة كجزء من العلاج المستمر. بالإضافة إلى ذلك، انضم المريض إلى برنامج علاج نفسي وتأهيل مدروس لمواجهة إدمان المخدرات والوقاية من الانتكاسات المستقبليّة.

• التشخيص المبكر لمتلازمة الرأس الساقط
• التدخل الجراحي لتقويم الانحناء وتثبيت الرقبة
• العلاج النفسي وتأهيل الإدمان للوقاية من التفاقم