هل تشعر بوبر داخل سرتك؟ تعرف على السر وراء هذه الظاهرة الغامضة

سر غامض في منتصف البطن: ما هو تفسير وجود وبر داخل السرة؟ تعد ظاهرة وجود وبر داخل السرة، أو ما يُعرف بزغب السرة، من الظواهر التي أثارت اهتمام العلماء حول العالم، ليس فقط لأنها مادة متجمعة غير واضحة المصدر، بل لما تحويه هذه الزغبة الصغيرة من حياة ميكروبية معقدة لا يراها بالعين المجردة، فكيف يتكون وبر السرة ولماذا يظهر عند بعض الأشخاص دون غيرهم؟ وما علاقة هذا التجمع البيولوجي بصحة الإنسان؟

تفسير وجود وبر داخل السرة: علاقة الوبر بالشعر والعمر ونمط الحياة

تشير الأبحاث إلى أن وجود وبر داخل السرة هو ظاهرة شائعة عند الرجال في منتصف العمر، خاصة من يمتلكون كثافة شعر عالية وممارسة أنشطة مثل رفع الأثقال، إذ يلعب الشعر المحيط بالسرة دورًا فعالاً في تجميع هذه الزغبة عن طريق جذب ألياف الملابس الدقيقة إلى داخل التجويف السري، وهذا ما كشفه الدكتور الأسترالي كارل كروزلنسكي في دراسته الشهيرة التي منحته جائزة “نوبل الهزلية” عام 2002. فقد أظهر البحث أن حلاقة الشعر المحيط بالسرة توقف تكوّن الوبر نهائيًا، ما يؤكد دور الشعر كآلة شفط تنقل ألياف القماش وجزيئات من محيط السرة إلى داخلها، مما يفسر وجود هذا الوبر الغامض.

قمَّة التنوع البيولوجي داخل سرتك: حياة ميكروبية تتجاوز التوقعات

يتعدى الأمر مجرد ألياف الأقمشة، حيث كشف الباحث روب دان في جامعة نورث كارولينا عام 2011 عن وجود أكثر من 2368 نوعًا من الكائنات المجهرية داخل سرة الإنسان، وهو عدد يفوق أنواع الطيور والنمل الموجودة في أمريكا الشمالية مجتمعة؛ بعض هذه الميكروبات تكيفت لتعيش في بيئات قاسية مثل القطب وأعماق المحيطات، وقد وُجدت بعض الأنواع في سرة شخص لم يستحم لسنوات، مما يعكس بيئة فريدة تعج بالتنوع الميكروبيي. تنوع هذه الكائنات يظهر أن السرة ليست مجرد أثَر بيولوجي، بل موطن حي يعكس علاقة الإنسان بطبقة الجلد والبيئة المحيطة به.

عوامل مؤثرة في تكوّن وبر السرة: الملابس، النظافة، ووظائف السرة البيولوجية

أبحاث جورج ستونهوسر من جامعة فيينا أظهرت أن تركيب وبر السرة يتكون بنسبة كبيرة من ألياف الملابس القطنية، إلى جانب مواد أخرى منها الغبار المنزلي ورقائق جلدية ودهون وعرق وبروتينات، مما يجعل السرة بمثابة مصفاة عضوية تجمع بقايا الجسم والبيئة، كما أن ارتداء الملابس القديمة يقلل من تراكم الزغب مقارنة بالملابس الجديدة ذات الألياف المتساقطة، وهذه بعض العناصر التي تؤثر على تراكم الوبر:

  • كثافة شعر البطن المحيط بالسرة
  • نوع الأقمشة المتصلة بالجلد
  • نمط النظافة الشخصية ووقت الاستحمام
  • ممارسة الأنشطة البدنية التي تؤدي إلى تعرق الجسم

يطرح العلماء تساؤلات حول الأثر الصحي لهذا التنوّع البيولوجي الميكروبي، إذ ما إذا كانت بعض هذه الميكروبات مفيدة أو ضارة يبقى موضوعًا قيد البحث، إلا أن المؤكد هو أن سرتنا تمثل بيئة طبيعية فريدة تستضيف حيوات دقيقة متعددة بجوار جلد الإنسان دون أن نشعر.

العامل التأثير على وجود وبر السرة
كثافة الشعر زيادة تراكم الوبر عبر جذب الألياف
نوع الملابس الأقمشة الجديدة تعزز تراكم الوبر القطني
النظافة الشخصية قلة الاستحمام تسمح بتكاثر الميكروبات
ممارسة التمارين زيادة تعرق السرة وتحفيز تراكم الزغب

تبرز أهمية فهم هذه الظاهرة باعتبارها عنوانًا للتفاعل الحيوي المعقد داخل أجزاء جسدنا التي قد نظنها هامشية، فالوبر الذي يتجمع داخل سرتك يحمل بين طياته قصصًا عن حياة دقيقة غنية بالتنوع البيولوجي، تلتقطها طبيعة الجلد، أقمشتك، ونمط حياتك، لتشكل بذلك منظومة بيئية حية مختلفة لا يمكن تجاهلها أبدا.