أسعار الديزل تشهد ارتفاعا غير متوقع في مصر مع زيادة واردات قياسية اليوم

مصر تسجل واردات قياسية من الديزل في يوليو وتفاجئ أسواق الطاقة العالمية

شهدت مصر خلال يوليو الجاري زيادة غير مسبوقة في واردات الديزل، حيث تجاوزت الكميات المستوردة 370 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج التي اعتمدت على مصادر متابعة لشحنات الوقود. جاء هذا الارتفاع قياسيًا في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على الديزل، ولا سيما من الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل رئيسي على هذا النوع من الوقود في مجالات الطاقة والنقل والصناعة.

الطلب المتصاعد على الديزل في ظل التحديات الطاقية المصرية الصيفية

يرتبط هذا الارتفاع الكبير في واردات الديزل بفترة حرجة تمر بها مصر، إذ تواجه تحديات متراكمة في تأمين احتياجات الطاقة خلال فصل الصيف، مع زيادة الأحمال الكهربائية اليومية وتراجع مصادر الوقود التقليدية. فقد سجل إنتاج الغاز الطبيعي المحلي انخفاضًا ملحوظًا مؤخرًا، إلى جانب توقف مؤقت لواردات الغاز الإسرائيلية في يونيو الماضي. كما تعمل البنية التحتية الخاصة باستقبال الغاز المسال بطاقة محدودة لا تفي بالحاجة المتزايدة، مما دفع مصر لتعزيز واردات الديزل كمصدر بديل لتلبية الاحتياجات الطارئة.

استيراد الديزل كخطة استباقية لتعويض نقص الغاز وتعزيز استقرار الطاقة

وفقًا لمصادر مطلعة في قطاع البترول، جاءت زيادة واردات الديزل ضمن استراتيجية استباقية لمواجهة النقص في إمدادات الغاز الطبيعي، ولضمان استمرارية تشغيل محطات الكهرباء دون انقطاع. يرجع ذلك إلى ازدياد الحاجة للوقود في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتنامي الطلب على خدمات التكييف والتبريد في مختلف المناطق المصرية. كما أن الاعتماد على الديزل ساهم في تأمين متطلبات الطاقة الحيوية للمواطنين والقطاعات الحيوية خلال هذه الظروف المناخية الصعبة.

أسعار الديزل في مصر بين المنافسة الإقليمية والارتفاع العالمي

على الرغم من الزيادة الكبيرة في حجم واردات الوقود، حافظت مصر على موقعها في قائمة أرخص عشرة دول أفريقية من حيث أسعار الديزل، حسب تصنيف منصّة «جلوبال بترول برايسز» العالمية المتخصصة في رصد أسعار الوقود. وسجل متوسط سعر لتر الديزل في السوق المحلية نحو 0.26 دولار أمريكي، مقارنة بمتوسط عالمي يصل إلى 1.22 دولار للتر حتى منتصف يوليو الحالي، مما يعكس التنافسية السعرية التي تتمتع بها مصر في ظل التوترات التي تشهدها الأسواق العالمية.

• انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي المحلي
• توقف مؤقت لاستيراد الغاز من إسرائيل في يونيو
• الطاقة المحدودة لاستقبال الغاز المسال
• ارتفاع الطلب على التكييف والتبريد بسبب موجات الحرارة
• استراتيجية استيراد الديزل لتعويض النقص وضمان تشغيل محطات الكهرباء

يمثل هذا التحرك المصري المفاجئ بواردات الديزل مؤشرًا على التغيرات الجذرية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية؛ حيث وجد الاقتصاد الوطني نفسه أمام خيار أساسي وهو زيادة الاعتماد على مصادر متعددة للوقود لضمان ثبات الإمدادات خلال أشهر الصيف، وهو ما ينطبق على مجال الطاقة بكافة قطاعاته الحيوية. مع زيادة واردات الديزل، تعزز مصر مكانتها ليس فقط من ناحية تأمين الطاقة، بل أيضًا من حيث حفاظها على أسعار تنافسية تخدم استقرار الأسواق المحلية وتحمي المستهلك المصري من أعباء الزيادات السعرية العالمية.