لتجنب تشتت التركيز مع ارتفاع درجات الحرارة.. تعرف على تأثيرها المباشر على الدماغ

كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الدماغ والتركيز؟ تُظهر الأبحاث العلمية الحديثة أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بصورة سلبية على وظائف الدماغ، مما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في التركيز والأداء المعرفي، خصوصًا أثناء موجات الحر الشديدة التي تتعرض لها مناطق متعددة حول العالم.

تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الدماغ والتركيز وأداء التفكير

تتضح العلاقة بين درجات الحرارة المرتفعة والدماغ والتركيز من خلال انخفاض القدرة على التفكير بفعالية والاستدلال؛ فقد أظهرت دراسة منشورة في مجلة Psychology Today أن ارتفاع الحرارة يقلل من الأداء المعرفي بشكل واضح، كما كشفت دراسة صينية موسعة أن درجات الحرارة التي تتجاوز 32 درجة مئوية (حوالي 89 درجة فهرنهايت) تسبب انخفاضًا ملحوظًا في نتائج اختبارات الرياضيات، مقارنةً بدرجات حرارة معتدلة تتراوح بين 21 و24 درجة مئوية؛ مما يدل على أن الدماغ يتأثر بشكل مباشر مع ارتفاع الحرارة، وبالتالي ينعكس ذلك سلبًا على التركيز والمهام المعرفية.

كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على وظائف الدماغ العصبية والتركيز؟

تُبين نتائج بحثية من جامعة ييل أن حتى التغيرات الطفيفة في درجة حرارة الدماغ تؤدي إلى تعطيل نشاطه العصبي الأساسي، وهو ما يؤثر على الوظائف الإدراكية بصورة ملحوظة، ويُضعف التركيز والانتباه خلال فترات الحرارة المرتفعة؛ كما أبحاث مجلة International Journal of Sports Medicine تؤكد أن الأداء الذهني يتراجع مع ارتفاع حرارة الهواء، حتى عندما يكون الشخص في حالة راحة حرارية، مما يؤكد أن تأثيرات الحرارة تمتد لتشمل التركيز الذهني بشكل مباشر، فتضعف قدرة الدماغ على التركيز والانتباه إلى المهام المطلوبة.

تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الصحة النفسية وطرق التعامل معها للحفاظ على التركيز

تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر ليس فقط على القدرات المعرفية، بل يمتد تأثيره ليشمل الصحة النفسية، حيث تزيد موجات الحر الشديدة من مشاعر التهيج والقلق، وقد تسهم في تفاقم اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق المزمن؛ لذا من الضروري اتخاذ خطوات واضحة للحفاظ على الدماغ والتركيز في ظل هذه الظروف الصعبة، ومنها:

  • الحفاظ على الترطيب بشكل مستمر عبر شرب كميات كافية من الماء التي تساهم في تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس باللجوء إلى الأماكن المظللة أو المكيفة، مما يخفف الحمل الحراري على الدماغ.
  • الراحة الجيدة والنوم الكافي، حيث يعزز النوم من القدرة على التركيز والانتباه بشكل فعال.
  • ارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، التي تساعد على تبريد الجسم والتقليل من تأثير الحرارة المرتفعة.

مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، تصبح هذه الخطوات مهمة بشكل خاص لحماية الصحة العقلية والوظائف المعرفية، لا سيما للفئات الأكثر عرضة للتأثر كالطفولة وكبار السن، إذ يزداد تأثير الحرارة عليهم بشكل أكبر ليشكل تهديدًا حقيقيًا على جودة حياتهم وقدرتهم على التركيز اليومي.